وَهَلْ لِيَ يَوْمٌ واحِدٌ في السَّنَةِ

13.03.2025 מאת: امال ابو فارس
وَهَلْ لِيَ يَوْمٌ واحِدٌ في السَّنَةِ

 

وَهَلْ لِيَ يَوْمٌ واحِدٌ في السَّنَةِ
 لِأَكونَ امْرَأَةً في بِلادٍ شَرْقِيَّة؟! 

 

وَهَلْ تُخْتَصَرُ حَضارَتي بِالسَّاعاتِ وَالْأَيّامِ وَالشُّهورِ 
لِتُدَقَّ اَجْراسٌ لِتَهْليلِ وُجودي

 

وَأَنا كُلُّ الْحِكاياتِ، وَالثَّقافاتِ
وَكُلُّ مَنِ امْتَهَنَ الْعَذابَ طَريقًا 

 

لِيَعيشَ لَحَظاتِ الْحُرِّيَّةِ؟
كَيْفَ سَيَسْتَمِرُّ الْكَوْنُ مِنْ دوني 

 

لَوْ لَمْ أَكُنْ امْرَأَةً  
حَنونَةً مَحْبوبَةً مَجْنونةً 

 

مَصْنوعَةً مِنْ تِبْرٍ لا مِنْ زُجاجٍ 
ولا أُمارِسُ دَوْرَ الضَّحِيَّة؟ 

 

لا أَقْبَلُ اَنْ أَكونَ رِداءً 
عَلى حَبْلِ غَسيلٍ 

 

تُلاعِبُهُ أَهْواءُ تَغْريبَةِ الرِّياحِ 
تشاكِسُهُ أَوْراقُ الْأَشْجارِ  

 

وَيُزْعِجُهُ سُخامُ الْمَراكِبِ 
لِتَطْبَعَ مُرورَها عَلى مَساحاتِ ضَعْفِهِ

 

بِقَصْدٍ أَوْ بِعَفَوِيَّةٍ   
لا أَقْبَلُ أَنْ أَكونَ سَمَكَةً صَغيرَةً

 

في بَحْرٍ
 تَسْبَحُ فيهِ أَسْماكُ الذُّكورِيَّة 

 

لَنْ أَقْبَلَ أَنْ يُقْطَعَ رَأْسِيَ 
لِأَكونَ وَجْبَةً  

 

لِمَنْ طابَ لَهُ أَكْلَ لَحْمٍ 
شَهِيٍ في وَجْبَةِ غَداءٍ 

 

أَوْ عَشاءٍ 
وَلَسْتُ طَبَقًا شَهِيَا 

 

يَتساقَطُ عَلَيْهِ لُعابُ الشَّهْوَةِ 
فَلَقَدْ تَخَطَّيْتُ حُدودَ الزَّمانِ 

 

وَأَسْرَجْتُ خَيْلَ أَحْلامي 
ثُمَّ امْتَطَيْتُ جَوادَ عَزيمَتي 

 

وَانْطَلَقْتُ 
فَلَنْ أَلْتَفِتَ إِلى الْوَراءِ 

 

وَلَنْ تُريعَني الْوَشْوَشاتُ في الْخَفاءِ 
فَلَنْ تُلْجَمَ حِبالُ سَجِيَّتي 

 

وَلَنْ تُقْطَعَ خُيوطُ عُيوني الْمُصَوَّبَةِ نَحْوَ السَّماءِ 
فَأَنا هُناكَ

 

مَعي رَبّي وَإيماني 
وَأَثْوابي النَّقِيَّة 

 

أَنا الطَّبيعَةُ وَالزُّهورُ وَأَضْواءُ الشُّموس
وَأَنا مَنِ اجْتَمَعَتْ في رَحْمِها كُلُّ حالاتِ النُّفوس 

 

رَضيتُ بِالذَّكَرِ الْقَويم 
وَرَضيتُ بِالذَّكَرِ السَّقيم 

 

رَضيتُ بِالذَّكَرِ الْمُعاق 
أَحْبَبْتُهُ حَدَّ السَّماء 

 

رَضيتُ بِالذَّكَرِ الْعَنيف 
وَرَضيتُ بِالذَّكَرِ الْأَليف 

 

أَطْعَمْتُهُ غَسَّلْتُهُ وَحَضَنْتُهُ 
ثُمَّ احْتَوَيْتُ كُلَّ إِسْقاطاتِهِ عَلى نَفسي الرَّحيبَة 

 

كَمْ تَحَمَّلْتُ الْغَباءَ وَالعُقوقَ وَالشُّرور وَالْفُتور 
لِأَنَّني كُنْتُ الْوِسادَة 

 

مُنْذُ الْوِلادَة 
أَنْتَ مَنْ ضاقَتْ بِهِ الدُّنْيا 

 

وَكانَ صَدْرِيَ مَسْكَنًا تَغْفو بِهِ 
أَنْتَ مَنْ مَرَّ بِحُزْنٍ 

 

وَكانَ قَلْبِي وَطَنًا تَأْوي إِلَيِه  
أَنْتَ مَنْ شَدَّ الزَّمانُ بِأَصْفادِهِ حَوْلَ يَدَيْكَ

 

فَحَلَلْتُها وَلَفَفْتُها حَوْلَ يَدَيَّ
كَيْ أُريحَك مِنْ عَذابٍ مِنْ شَقاءٍ مِنْ تَعَب

 

كَيْ أُزيلَ الْهَمَّ عَنْكَ 
مِنْ شَراراتِ اللَّهَب 

 

أَخْبِروني
كَيْفَ تُلغي كُلُّ هذي الْحكاياتِ الْعَظيمَة 

 

كَيْفَ تُدْفَنُ في جَسَدِ التُّراب؟  
ثُمَّ تابَعْتُ الْحِكايَة لِلنِّهايَة 

 

جاءَ الْحَفيدُ وصارَ أَغْلى مِنَ الْوَلَد  
إِنَّهُم ذاتي وَذاتي لا تُحِبُّ إِلّا نَفْسَها كُنْتَ جَميلًا أَوْ قَبيحًا 

 

كُنْتَ ضِدًّا أَوْ سَنَدا 
 فَهَلْ أُخْتَصَرُ في يَوْمٍ 

 

وَأَنا الرِّوايَة؟ 
كُلَّما دَنَتْ ساعَةُ الصِّفْرِ 

 

أَشْعُرُ بِاخْتِناق  
 فَلَسْتُ بِحاجَةٍ لِلْعِناق 

 

وَلا اعْتِرافٍ مِنْ أَحَد 
لا مِنْ قَريبٍ أَوْ بَعيدٍ

 

 لا مِنْ حَبيبٍ أَوْ بَلَد 
بِأَنَّني امْرَأَةٌ مَخْلوقَةٌ إِلى الْأَبَد 

 

خُرافِيَّةٌ أَنا
سَأَظَلُّ أَسْرُدُ قِصَّتي 

 

حَتّى أُوارى ذاتَ يومٍ في التُّراب
وَأُعيدَها في كُلِّ جيلٍ قِصَّةً عَلى جُنُحِ الضَّباب  

 

مَفاتِنُ عَيْني شَرْقِيَّة وَجُذوري تَهْتِفُ عَرَبِيَّة 
وَأَنا امْرَأَةٌ 

 

فارِسَةٌ
 مُوَحِّدَةٌ 

 

تَعْشَقُ الَلّحْنَ وَالحُرِّيَّة 
شَعارِيَ الخَمْسُ

 

 وَعَقْلٌ راجِحٌ 
ثُمَّ هذي النَّفْسُ

 

 وَالرّوحُ الزَّكِيَّة
 

תגובות

מומלצים