قصيدة دموع! إلى متى دموعها على زوجها

10.02.2025 מאת: أحمد علي سليمان عبد الرحيم
قصيدة دموع! إلى متى دموعها على زوجها

 

قصيدة دموع! إلى متى دموعها على زوجها ديوان: (السليمانيات) & جزء: (سويعاتُ الغروب!)

 

(بكت هذه الصالحة الموفقة على زوجها ، حتى كادت أن تهلك نفسها! وتأثرت ببكائها جدا ، وكانت هذه القصيدة ترجمة لتأثري! ورحت أقول لها:- إنَّ في الله - تبارك وتعالى

مِن فَقْدِ زوجكِ عِوَضًا، وفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مصيبتِكِ أُسْوةً، فإن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبري واحتسبي، يقول الأبْشِيهي في "المُسْتَطْرَف":

" فينبغي للعبد أن يَتَفَكَّرَ في ثواب المصيبةِ، فتسهل عليه، فإذا أحسن الصبرَ استقبله يوم القيامة ثوابُها، حتى يَوَدَّ لو أنَّ أولادَه وأهله وأقاربه ماتوا قبله؛ لينالَ ثواب المصيبةِ، وقد وَعَد الله تعالى في المصيبة ثوابًا عظيمًا إذا صبر صاحبُها واحْتَسَب؛ قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ. وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ 

 

الدمعُ أغرق أشعاري وإحساسي
وفاضَ حتى محا حِبري وقرطاسي
حتى متى هذه الدموعُ جارية
تزكّي الجوى وتلاحي شدة الياس؟
حتى متى هذه الأحزانُ شاخصة
أبصارُها تستحث الخاطر الناسي؟
مات الحليلُ ، وهذا أمرُ خالقنا
وسُنة الله يا أختاه في الناس
يفنى الجميعُ ، ويبقى وجهُ خالقهم
فكفكفي الدمعَ ، أودى الدمعُ بالباس
واستقبلي أمر مَن غاضت بشاشتها
وقد سقتها الأسى الكروبُ بالكاس
وأصبحتْ من مَرار البؤس ذابلة
رغم الصِبا ، كذبول الفل والآس
رفقاً بنفسكِ يا وفية بذلتْ
دموعَ عين مُدَمّاةٍ وإحساس
دموعُ عينيك مازالت تعذبني
ولاعجُ الحزن يا أخت الهدى قاسي
ولن يجفف هذا الدمعَ واقعُنا
ولن يخصك يا ثكلى بأعراس
أراكِ يا أختنا استسلمتِ راضية
لمَا اعتراك برغم الهاجس الجاسي
لمَ العيون إذن تهمي لتفجعنا
بما تصدِّره مِن مُرِّ أنفاس؟
ما أنت أول من بزوجها ابتليتْ
فأرسلتْ دمعَها المجندلَ الآسي
ولن تكوني مَدى الأيام آخرة
زنِي الأمورَ بميزان وقِسطاس!

 

وعزائي لهذه الأخت الفاضلة

  (لقد أوجزتْ إليزابيث كوبلر روس دورة الحزن عند موت محبوب في خمس مراحل: ( مرحلة الإنكار، ثم مرحلة الغضَب ، ثم مرحلة المساوَمة، ثم مرحلة الاكتئاب، ثم مرحلة التقبُّل).
 

1- مرحلة الإنكار:
تتَّسِم هذه المرحلةُ بإنكار مصيبة الموت، والشعور بالصدمة وعدم التصديق، كاعتقاد الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - بأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يَمُتْ، ولكن ذهب إلى ربِّه كما ذهب موسى - عليه السلام.

 

2- مرحلة الغضَب:
في هذه المرحلة يطغى الغضب على كافة الانفعالات؛ نتيجة الشعور بالفقْد والتخلي والوحدة، فيظهر في الداخل على هيئة تأنيب ضمير، وشعور أليم بالذنب، ويمتد إلى الخارج نحو الطبيب الذي لم يفلحْ في علاج المرض، وإلى الناس والأصدقاء الذين تخاذلوا عنه، وإلى الميت نفسه لأنه فارَقَ الحياة وترَكهم، وأحيانًا يصل الغضبُ إلى سوء الظن بالله - تعالى ذكره - وتسخط القلب على وُقُوع القدَر المؤلِم.

 

3- مرحلة المساوَمة:
قد تحدُث هذه المرحلة قبل أو بعد موت المحبوب؛ بحيث يوجب المصاب بالفَقْد على نفسه شيئًا، تبرُّعًا من عبادة أو إقلاعٍ عن ذنبٍ، على أن يصرفَ عنه الله - عز وجل - مُصيبة الموت وما جرى به القضاء عليه.

 

4- مرحلة الاكتئاب:
في هذه المرحلة يبدأ الحزن بالتسلُّل إلى القلب، مع استيقان حقيقة وقوع مصيبة الموت، فيدخل المصابُ بالفَقْد مرحلة الاكتئاب، غير أنَّ الاكتئاب في هذه المرحلة لا يُعَدُّ مرضًا، بل مرحلة طبيعية للتعافي مِن الحزن.

 

5- مرحلة التقبُّل:
 

وهي مرحلة تقبُّل فكرة الغياب الأبدي الذي لا أَوْبَةَ فيه، والتسليم والرِّضا بالقضاء والقدَر.


وإني أرى رحمة الله تحيط بك، فقد وصلت ولله الحمد لآخر مرحلة من مراحل هذه الدورة فقد قلت في معرض حديثك بأنك تقبلت الأمر وتتعايشين معه، وإن كانت فترات الحزن تحيط بك أحيانا فهذا أمر طبيعي.
 

ثالثًا: تعاملي مع هذا الحدث بواقعية:
 

وهذا أمر مهم جدًا أختي الفاضلة، فعلى الرغم من ألم المصيبة إلا أنك يجب أن تعلمي أن دورة الحياة لن تتوقف، وأنك لا بد أن تأخذي دورك من جديد، فأمامك طريقان:
الأول: أن تستسلمي للمصيبة وتغرقي فيها؛ فيحيط بك الألم والقلق طوال الوقت، وتحوم حولك الأمراض والأسقام.

 

الثاني: وهو الذي أنصحك به: أن تعلمي أن المصيبة قد وقعت، ولا فائدة من العيش في تذكرها، فتنطلقي من جديد في حياتك -بخطوات سأذكرها لك في الفقرة التالية - رابعا- فتحولي الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية، والمحنة إلى منحة، والألم إلى أمل.


وتخيلي ماذا لو كان زوجك حيًّا؟ هل كان يرضى منك أن تعيشي حياة الألم والنكد والضيق، أم يتمنى لك حياة السعادة؟.
 

فكوني وفيَّة لزوجك بأن تتحملي الصدمة، وتنطلقي من جديد في الحياة، بدل أن تستسلمي وتضعفي. كما يقول الدكتور ناصر العمر!)
 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים