في رياض الشوق

14.07.2024 מאת: بروفيسور جمال اسدي
في رياض الشوق

 

القصيدة الكاملة المنسرح

                        
في رياض الشوق

 

لـو أَبْــصَـرتْكِ الشـمسُ لَم تُــنِـرِ
والأرضُ والأفـــلاكُ لـــم تَـــدُرِ

 

والخَـلـقُ في الٱفاقِ ما شَهِدَت
شِـبْـهًا لـِنـورِكِ مُـرْبِـكِ الـقَــمَــرِ

 

نـجـمُ الــثُّـرَيَّــا حَــارَ مُـنْـبَــهِـرًا
مِـنْ أيـنَ شعَّ الـبَـرقُ مـا يَـدري

 

ومضٌ تَوَهَّجَ في الـفضاءِ بَـدا
دُرًّا ثَــوَى فـي مَـبْـسَــمِ الـثَغْـرِ

 

قـدْ حَــلَّ ريــمٌ فـي مَـرابِـعِـــنـا
أنوارُهُ فـي الـرُّوحِ تَـسْتَـشْــري

 

حَــسنــاءُ إن تَــرْنُ لـِطَـلـعَــتِـهـا
حـاكـتْ سَـوادَ الـعَـينِ لِـلـحَــوَرِ

 

وَيـلـي لَـقَـد أضْـحى هواكِ لَـظًى   
جَـمـرًا يَـؤزُّ الــوجـدَ فـي صَدرِي

 

رفــقًــا بِـــقـلـــبٍ قَـد أوَيـتِ بِــهِ
مــا عَــادَهُ أحَــدٌ مِــنَ الــبَــشَــرِ

 

مَـــا زالَـــتِ الأيَّــامُ تَــخْــدَعُـــهُ
فانْـشَـقَّ بين الـوَصْـلِ وَالـهَـجْـرِ

 

إحَــترتُ كيـفَ الــرَّدُّ وَاعَجَـبِــي  
قُـولي: أقَلبُـك قُـصَّ مِـن حَـجَــرِ?

 

أخشى ذُهولَ الـفِـكرِ يَكشِـفُـني 
فيبـيـنُ سـرُّ هَــواكِ  كـالـفِـطْــرِ

 

سَـعْـدي حَـثـيـثٌ كَـيفَ أُدْرِكُــهُ 
والـقَــرحُ والبَـرْحــاءُ في أثَـرِي

 

يا نـفـسُ صَبرًا مـا بُـلِـيـتُ بِــهِ
خَـطَّـت صَـحـائِـفُـهُ يَـدُ الـقَـدَرِ

 

عُـمْـري تَـوَلَّـى عِـشْـتُـهُ نَـصَـبًـا  
في صَـفْـوِهِ ، يَـدْنـو مِنَ الكَـدَرِ

 

والبومُ دَوَّت فَـوقَ أسْـطُحِـنـا
نَـعْقًا يُضـاهي صرخَـةَ الحُمُـرِ

 

شدَّتْ نُـيـوبُ الـدَّهـرِ غرزَتَـهـا 
غَـيـرَ الـعَـنَـا والجـرحِ لَم تـذَرِ

 

وانْـهـدَّ جسمي والمُـنَـى مَـعَـه
فلْتَـتَّـعِـظْ يـا قَـلـبُ من عِـبَري

 

كُــلُّ الأمـاسـي زارَهَـــا قَــمَــرٌ
إلا أنـا أبْــلسٍــتُ مِـن قَــمَـــري

 

من خاضَ بَـحرَ الحبِّ في سَفَهٍ
يـحيـا ذليلَ النـفسِ في الحُـفَـرِ

 

 يا قـلـبُ هٰـذا مـاجنيتَ فـتُـبْ
واسلكْ سبـيلَ الـرشدِ والـحذَرِ

 

واخفضْ جناحَ الذلِّ مـتَّضِـعًـا     
واحذَرْ مِنَ الـخُـيَـلاَءِ والـبطَـرِ

 

أثـنـي على الـرحـمٰنِ أنـقـذَنـي
كـمْ من وَلـوعٍ هَـامَ في الـقَفرِ

 

رُحمــاكَ عـنْــدي مــا أقِــرُّ بــهِ
مـا كُـنـتُ يومًــا زائِـغَ البَـصَـرِ

 

يـاربُّ إن الـنَّـفـسَ تَـسـألُــنــي
أقَـدِمْـتَ لـلــدُنــيــا بِـلا وَطَــرِ

 

فــرِّجْ صُـروفَ الـنَّـائِـباتِ بِـمـا
أنْــزِلَ عـلـى طٰــهَ مـنَ الـسُّـوَرِ

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים