عندما تحررت قصة قصيرة

24.01.2025 מאת: محمد الدولتلي
عندما تحررت قصة قصيرة


 

عندما تحررت كانت الأذرع ممتدة بعصبية تحرك ذلك الجسد الذي كان يخصني محاولة إعادة الحركة إليه وأصوات الصرخات المفزوعة تملأ الفضاء بينما أنا أشاهد كل ذلك وقد فقدت كل الأحاسيس التي رافقتني مع ذلك الجسد الذي صار غريبا عني. 
 

 

كل ما أشعر به هو السكون، لعل هذا السكون هو طبيعة الوضع الجديد الذي صرت عليه، أو لعل هول الإنتقال لهذا الوضع هو ما جعل الأحاسيس كلها صارت صغيرة الحجم حتى فقدت سطوتها التي كانت تمارسها على ذلك الجسد الذي يحبس كل قدرة داخله ولا يعطيها حجمها الحقيقي حتى لا تتعدى حواسه ويرفض عقله ما يتعداها، إنه وضع التحرر من ذلك السجن المبنى من لحم وعظام.
 

 

قدرة البصر إختلفت، لقد توسعت حتى ضاق الزمن عليها، فهي لم تعد محدودة بالحاضر بل تعدته للماضي والمستقبل معا، فأصبح الزمان مجرد جزء من الرؤيه، وكأنه مجرد صورة ثابتة على جدار واحد داخل الفراغ العظيم الذي يحتوي على تفاصيل أكثر وأعظم منه حتى لا يكاد يبين وسطها، وكأني ألقى نظرة أخيرة على هذه اللوحة قبل أن أحول نظري عنها للأبد، لا أعلم أين هذا الأبد  ولكن هذا الجهل لم يعد له هيبته التي تثير المخاوف في النفس، فأنا الآن في وسط الحقيقة المطلقة التي لا يشوش عليها التأويل، الخوف الآن صار أعمق وأعظم لا تهتز له الفرائص ولا تتجمد له الدماء في العروق بل هو خوف آخر غريب أثره لا ينهيه الموت ، إن الخوف من الحقيقة الظاهرة لا يقارن بخوف الجهل والظنون الذي يمكن تجاهله وترك الأمر للإحتمالات.
 

 

الجسد الذي كنت أملكه يحمل على الأعناق، يختفي وسط التراب، الدموع تجف وتعاود الضحكات تداعب الوجوه الباكية، الألسنة تنسي ذكرى بتسارع،. الأيدي تمسك أملاكها التي آلت إليها مني عن الصدقات الموهوبة لروحي، إختفي وجودي تماما من الصورة، حتى وجودي في الأحلام قد إنتهى.
 

 

تسائلت بين نفسي كيف كنت أفكر، ما قيمة ما كنت أتمسك به حتى يحزن القلب أو تنساب عبرة من العين عليه، هل كنت ذاك الشخص ضيق الأفق الذي يكاد لا يرى أسفل قدمه،
 

 

شعرت به حولي يملأه الشوق إلى بعد الفراق القصير يحثني لمتابعة الرحلة معا، إنه حبيب الروح الذي سبقني منتظرا قدومي، تسائلت قبل أن أصرف نظري لم إنتهى كل شئ مني وضاع الأثر بهذه السرعة، جائتني الإجابة قبل إتمام السؤال.
كلنا فعل بنا ما فعلناه مع من سبقنا سنة واحدة لا تتغير، أما الأثر فيصل مداه بقدر بقوة النور التي سمحنا لها بالإنتشار .

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים