صمتي

صمتي
ويظلُّ صمتي مُشتهى آهاتي
وتظلُّ سلوى للوتينِ صلاتي
ويظلُّ صمتي ملجأً لمواجعي
عندَ ابتلاءِ النّفسِ بالعثراتِ
يجتاحني صمتٌ ولستُ بأبكمٍ
إنّي اختصرتُ القولَ بالنّظراتِ
فكأنّما عُلَّ اللّسانُ بعقدةٍ
فتلعثمتْ في نطقِها نبَراتي
يترقرقُ الدّمعُ السّخيُّ مقاوِمًا
فيبلُّ خدِّيَ مسبحُ العبراتِ
حبٌّ تعتّقَ في الوريدِ منبَّذا
يجري مع الأنفاسِ بالزّفراتِ
كالنّارِ يجري في الهشيمِ بحرقةٍ
نحوَ الفؤادِ يصبُّ بالحُجُراتِ
فتمكّنت أوصالُه بحلاوةٍ
ما ذاقها العشّاقُ في النّشواتِ
حبٌّ أضاءَ القلبَ في ليلِ الدّجى
كالشّمعِ حينَ يبدّدُ الظُّلماتِ
عندَ التّعلّقِ لا سبيلَ لراحةٍ
ولهٌ تربّع في مدى اللّحظاتِ
إن كنتَ تعرفُني فلستَ بحاجةٍ
أن أكشفَ الأوراقَ بالكلماتِ
إن كنتَ تعشقني بقلبٍ صادقٍ
تجدِ الإجابةَ في صدى خفقاتي
ستحسُّ إحساسي، تعيشُ مواجعي
في قلبِنا المربوطِ بالنّبضاتِ
أنتَ الأنا والكلُّ فينا واحدٌ
والحبُّ يجمعُ بيننا بثباتِ
أوّاهُ من وجعٍ يؤرّقُ مهجتي
ويُفيضُ آلامَ الحنينِ بذاتي
كم مرّةٍ أولمتَ يا قلبي وَكم
كُتِمتْ مراراتٌ معَ الشّهقاتِ
فقرضتَ من فرطِ الهيامِ مواجعًا
وشربتَ علقمَ من أذى اللّوعاتِ
فتقطّعت أوتارُ عودِك حسرةً
وطغى النّشازُ على صدى الضّرباتِ
أولى بقلبٍ قد تحطّمَ بالهوى
أن يجرعَ الخيباتِ والحَسَراتِ
والصّبرُ أحرى حين تصبح عاجزًا
عندَ اختناقِ الصّوتِ بالآهاتِ
فتّشتُ عن حلٍّ لأنِّ مواجعي
لا صوتَ يعلو الصَّمتَ باللَّهجاتِ
عُلّ اللّسان: صار عليلًا
منبّذا: صار نبيذا
أنّ مواجعي: صوت الأنين