حُروفٌ  مِنَ  العِرْفان

09.09.2018 מאת: رجا الخطيب
حُروفٌ  مِنَ  العِرْفان

( مُهْداةٌ لِشاعِرِنا الكبير سميح القاسِم )

 عِنْدَ سِدْرَةِ البُلوغِ رأيْناكَ تَطيرُ
 مُحَلّقاً ولمْ يبْلُغْ منْكَ النّبوغُ المُنْتَهى
 مدادُكَ الغَزيرُ غيْمٌ مَطيرُ
 يا سيّدَ الحرْفِ ونابِغَةَ النّهى

 علّقَها قصائدَ حُروفَكَ القَلَمُ
 مثْلَ الجَلاميدِ منْها شُيّدَ الهَرَمُ
وإذا الحُروفُ اسْتعارتْها مهَمّاتُ الكلامِ
 فَحَفْرُ حرْفِكَ ألْواحَ شِعْرِكَ مُلْهِمُ

 مَلأتَ البَحْرَ مُجيدًا قصيدًا يُقاتِلْ
 ومَلأتَ البرَّ منْهُ راياتٍ مَناهِلْ
 حَبُّ الحَصادِ حُروفُكَ الذّهبيّةُ
 نقاياكَ منْها ملْأى السّنابلْ

 نفَخْتَ حروفَكَ في رحْمِ الكَلامِ
 روحًا اسْتنْهَضتْنا إلى القِيامِ
 لِنُطْلِعَ الصّبْحَ الّذي تأخّرَ عنّا
 بعْدَ أنْ مُلّ عتْمُ الظّلامِ

 يا جُذورَ كرْمٍ ترْضَعُ مِن نُسْغِها الأغْصانُ
 وسُروغَ كرْمَةٍ تمْتَلي مِن خمْرِها الدّنانُ
 شِعْرٌ ونثْرٌ كَفَغّ طيبٍ طيّبانِ
 مِنْ نُضارِهِما تكلّلَ العَرارُ
 واسْتعْطَرتْهُما الوُرودُ والأزْهارُ
 فنَفَحَ الفُلُّ منْها وأقْحى الأقْحُوانُ

 سَماءٌ قصائدُكَ والحُروفُ نُجومُ
 فَضاءً واسِعًا رُمْتَ ليْسَ لهُ تُخومُ
 مهْلاً أخانا لا ترَجّلْ
 وعَرْشَ شِعْرِكَ مأمولٌ مُرَجّى
 وآفاقَ الغدِ المجْهولِ تغْشاها الهُمومُ

 أخْمرْناكَ  دُمْتَ فينا  محبّةً
 ملْءَ القلْبِ والعيْنِ
 نقيّةَ صِدْقٍ حقّةً بِلا ميْنِ
 بقلْبٍ مُحِبٍّ مُصْطفي
 رَواسِمَ درْبِكَ نقْتَفي
 بِهامَةٍ مرْفوعَةٍ  وقامَةٍ لا تنْكَفي

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים