امارة العبق وسر الحبق في الدالية
امارة العبق وسر الحبق في الدالية
هو صاحب اسم معروف فهو كاتب العديد من القصائد التي تحولت إلى اغان صدحت بها حناجر مغنين، واستمع اليها الجمهور من هذه الاذاعة او تلك في بلادنا، وقد شهد له كل من عرفه واستمع إلى اشعاره وهو يستظهرها عن ظهر قلب وينشدها بسخاء شاعر محب للكلمة والمغنى، كما تقول ايضًا، حفنة من الاخبار المنشورة عنه في وسائل اعلام مختلفة.
لمن يودون الاستزادة بالاطلاع على هذه الاخبار يمكنهم ان يعودوا إلى شبكة البحث العنكبوتية العالمية "غوغل".
لهذا ما ان جمعتنا جلسة اولى مع الاخ الشاعر راضي يوسف مشيلح، حتى جمع الشعر المحكي بين قلوبنا، وقد بادر لاهدائي مجموعته الشعرية " سر الحبق"، الصادرة قبل ثماني سنوات، عام 2013، وهي تضم عددًا من القصائد المحكية التي كتبها في فترة صدورها وقبلها بقليل كما تقول قصائدها. قبل التحدث عن هذه المجموعة اود أن اشير إلى أن شاعرنا من مواليد دالية الكرمل عام 1950، وانه تعلّم في مدارسها، واصدر إضافة إلى مجموعته هذه، مجموعتين شعريتين احداهما حملت عنوان " نيسان" وصدرت عام 1985، والاخرى "حفنة غزل"، وصدرت عام 2000.
بعد قراءة هذه المجموعة والاستماع إلى "السي دي" المرفق بها المسجل بصوت حاصبها بإمكاني ان اسجل الملاحظات التالية، وذلك ضمن محاولة مني للإشارة إلى شاعر ارى انه قال ما يستحق الاهتمام وان لديه ما يستأهل التشجيع.. على المضي في طريق الشعر الموحش في الفترات السابقة عامة وفي هذه الفترة خاصة.. وبصورة انكى.
واضح من اي قراءة لهذه المجموعة ان صاحبها مسكون بحب الكلمة، وان هذه تطربه وتحمله على جناحيها المحلقين إلى سماوات بعيدة عن عالمنا بقدر ما هي قريبة منه، فتدعه يعيش بين حلم وردي وواقع جدي. اما ما يريده في هذه المجموعة فانه يتمثل عامة في قوله المثبت على غلافها الخلفي وهو:
يا ريت اعرف بس شي مرة
شو قالت النحلة لزر الورد
هي وعبابو واقفة برة
ت راح يسكبلا كاسات الشهد.
هل هو البحث عن اعماق الحياة وجوهرها الثمين.. ممثلا بطرح السؤال، وهو ما يفعله الفن في العادة، ام هو الرغبة في استفزاز قارئ اشعاره للتعمق في قراءتها ضمن محاولة لحضه على اكتشاف كنه ما اراد ان يقول وسره الخالد؟ ربما هذا وربما ذاك، فراضي في طرحه سؤاله هذا لا يختلف عن سواه من المبدعين المنتجين في العالم.. ولا يتقاطع معهم، وانما هو يمضي في طريقهم وعلى خطاهم. بعد هذا هل اراد راضي ان يتهرب من الامه واوجاعه، وفجيعته بفقده اثنين من ابنائه، ابنته غرقًا في رحلة مدرسية وابنه في حادث انفجار مفاجئ وغير متوقع في مصنع كان يعمل مدير عمل فيه؟ ربما فكلُّ متوقع وارد وبحور الشعر واسعة.. فيما تخفيه وفيما تبديه ايضًا.
في تقديم الكاتب الصديق الراحل سلمان ناطور، بلديات الشاعر مشيلح، مجموعة سر الحبق هذه ترد اشارة مفادها ان القارئ المبحر في عالم شاعرنا لا يحتاج إلى كبير جهد ليكتشف " في كل قصيدة طفلًا صغيرًا ينظر إلى الحياة ببراءة الاطفال وكهلًا يترجمها إلى حكمة"، ولعل هذا ما دفع صاحب المجموعة لإهدائها إلى احفاده الصغار براعم حديقته اليوم وورودها المتفتحة غدًا. إضافة إلى هذا ومن منطلقه أقول إن المجموعة حافلة بحس انساني مرهف، يقرأ خارطة الوجود بعمق من احب الحياة وخبر آلامها في الآن:
كان الحلم مجنون
يرقص على سهول الامل
رقصة فرح
كان القمر يسهر معو
يحتار كيف يودعو
وبيوم جن جنونها العتمة
فلشت الجنحان
غطت دراج الياسمين
تا ذبل فوق غصونها
زهر الحنين
وغاب القمر
صفى الحلم منصاب
ناطر حدا يرجع يشق الباب
بقيت اشارتان احداهما ان المجموعة ضمت قصائد، لا تتجاوز مساحتها الصفحة الواحدة، كأنما هي تذكر بالسوناتة الاجنبية ذي الاربعة عشر بيتا من الشعر.
والاخرى ان صاحب المجموعة مسكون بمحليته الديلاوية لا سيما من ناحيتي اللهجة والنبرة الشعرية، كما انه يريد عن وعي او عن غيره، ان يكون استمرارًا لشعر العامية اللبناني، ويتمثل هذا في بنية القصيدة وفي الحب الغامر لشاعريها عصام العبدالله وطلال حيدر.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
