الســؤال ؟ The question
الســؤال ؟ The question
أَأَنا أنا كَما أبدو على المرآةِ أو فيها
أو مثلَما أبدو لكم في هيئَةِ الظّاهِرِ مِنّي
أم تراني واحدٌ آخَرُ لا أحَدٌ يراهُ فَلا أراهُ ولا يَراني،
فكم منْ هَيئَةٍ بَدَّلَتِ الروحُ في قُمصانِها،
ولا تبديلَ أو تَغييرَ فيها أبداً، كمْ مِنْ قميصٍ خَلَعَتهُ الروحُ
في مِعراجِها الأبَدِيّ وبَدَّلَتهُ بآخَرٍ وكم مكاناً غيَّرتهُ
على أديمِ الأرضِ، مِنْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ليَكتَمِلَ اختِبارُ اللهِ
فيها وَلَها، كم طويلاً كانَ ذاكَ الاختِبارُ ولمْ نَزَلْ فيهِ
ولا تَصَوُّرَ كَيفَ نَعبُرُهُ وَيَعبُرُنا ومَتى نُنْهيهِ إنْ كانَتْ هُناكَ
نِهايَةٌ أو مُنتَهى
أَأَنا أنا وأنتَ أنْتَ وَنَحنُ نَحنُ موَحّدينَ بِهيئَةِ الناسوتِ
مختَلِفينَ بكُلِّ شيءٍ ظاهِرٍ أو باطِنٍ فيما نَراهُ
ولا نَراهُ وكمْ تَتَبايَنُ الأشكالُ حتّى في تَبَدُّلِها
لكنَّ شيئاً واحِداً يحيا بجَوهرهِ الأصيلِ ونورِهِ
الأزَليِّ والأبَدِيِّ لا يَفنى ولا يُبَدِّلُ ذاتَهُ الأولى التي
بُعِثَتْ منَ النورِ الصّفِيِّ، والنورُ جَوهَرُهُ الخُلودُ
ما زلتُ ابحَثُ فِيَّ عَني، إنَّ للمرآةِ دوراً
في اكتشافِ ملامحي فيها، فهلْ للروحِ مرآةٌ أرى
روحِيَ فيها أو عليها؟ كلُّ شيءٍ فيَّ يُمكِنُ أن
أراهُ اليَومَ بالصورَةِ أو بالفيديو، بما أبدَعَهُ العَقلُ
وطَوَّرَهُ حتى بدا للبعضِ معجِزَةً، ولا معاجِزَ أو أساطيرَ
على الأرضِ، يُشيرُ العَقلُ، جِئْناها لِنُحييها وتُحيينا
والأرضُ واسِعةٌ بما يكفي السُّلالةَ كُلَّها
وبِها مِنَ الموارِدِ ما نَحتاجُهُ لتَسودَ في الأرضِ
المَحبَّةُ بَينَنا، لكِنَّ آدَمَ ما اشتهى لأخيهِ ما أحبَّ لنَفسِهِ
فطَغى واختارَ الجحيمَ على النعيمِ، بنى بخيالِهِ الوهمِيِّ
فردَوسَ السماءِ ولا فردَوسَ ولا جَحيمَ سوى هُنا
كلُّ شيءٍ قابِلٌ للرؤيَةِ في هذا الوجودِ الظاهِريِّ الدائِريِّ
تَحَرُّراً وتَكوُّراً ما عدا الرّوح التي لا شيءَ يحيا دونَها،
لا روحَ تحيا خارِجَ الناسوتِ لا ولا الناسوتُ يَحيا دونَ
روحٍ فيهِ تِلكَ حِكمَتُهُ وآيَةُ خَلقِهِ والغايَةُ المُثلى
ما كانَ آدَمُ مِنْ ترابٍ ولو كانَ الترابُ مُطهَّراً
أو طاهراً فالماءُ أطهَرُ منهُ والنورُ أطهَرُ منهما
كُلُّ شيءٍ يَقبَلُ التلويثَ والتَّدنيسَ إلّا النورُ،
تلكَ حقيقَةٌ لا رَيبَ فيها، فانظُر إلى المرآةِ أنَّى شئتَ
سوفَ تراكَ فيها، ولا مرآةَ للرّوحِ ولكنَّكَ لولاها،
وإنْ لمْ تَرَها، ما كانَ شيءٌ لِتَرى
أأنا أنا كما يُهَيَّأُ لي؟
سأظَلُّ أبحَثُ فيَّ عَنِّيَ، لَخَّصتُ أسئِلتي الكبيرَةَ كلَّها
وأخذتُ أسألُ، لي سؤالٌ واحِدٌ
أَأَنا أنا
أو مَنْ أنــــــا؟
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108