الْكاتِبُ بَيْنَ الْإرْسالِ وَالرَّدِّ

17.06.2024 מאת: بروفيسور لطفي منصور
الْكاتِبُ بَيْنَ الْإرْسالِ وَالرَّدِّ

 

الْكاتِبُ بَيْنَ الْإرْسالِ وَالرَّدِّ
 

الْكاتِبُ الْمُطَّلِعُ الْحَقُيقِيٌّ لا يَقْتَصِرُ عَلَى لَوْنٍ أَدَبِيٍّ واحِدٍ يَسْعَى إلَى تَحْقِيقِهِ. إنَّما تَتَعَدَّدُ عِنْدَهُ الْأغْراضُ وَالْمَوْضُوعاتُ، بِتَعَدُّدِ قَضايا مُجْتَمَعِهِ الْأَصْغَرِ وَالْأَكْبَرِ، أَوْ بِتَعْبيرٍ آخَرَ هُمومَ شَعْبِهِ وَأُمَّتِهِ.


الْكاتِبُ الْأَصِيلُ هُوَ الَّذي يُلامِسُ قَلَمُهُ جُروحَ الْأُمَّةِ لِيُشْهِرَها لِيَتَمَكَّنَ الْأُساةُ مِنْ رَصْدِ بَلاسِمِ الدَّاءِ الَّتِي فِيها الشِّفاءُ. وَفي الْوَقْتِ نَفْسِهِ يَسْعَى إلَى تَعْزِيزِ إيجابِيَّاتِ الْمُجْتَمَعِ وَطُرِقِ الْخَيْرِ فِيهِ لِيَعُمَّ الصَّلاحُ طَبَقاتِ الْمُجْتَمَعِ كُلِّها.
مَخَرْتُ، وَمَرْكَبي قَلَمِي، عُبابَ الْفيسْ بوك مُنْذُ سَبْعِ سَنَواتٍ، وَعَلَوْتُ أَمْواجَهُ الْعالِيَةَ وَهَبَطْتُ لِكَيْ أَشُقَّ لِي بَرْزْخًا وَسْطَ هذا الْهَدِيرِ الْهائِلِ الَّذي غَرِقَتْ فِيهِ أَقْلامٌ لا تُحْصَى وَرَسَبَتْ فِي قَعْرِهِ وَلَعَنَ أَصْحابُها حَظَّهُمْ الَّذي لَمْ يُسْعِفْهُمْ فِي هَذِهِ الْمُغامَرَةِ الْخَطِرَةِ.


دَخَلَ كَثِيرٌ مِنَ الْكُتّابِ هَذا الْبَحْرَ الَّذِي لا شَواطِئَ لَهُ دُونَ أَهْدافٍ يَسْعَوْنَ إلَيْها، لا يَعْرِفُونَ لِماذا دَخَلُوا. هَلْ وَلَجُوا لِيَكْتُبُوا، وَماذا يَكْتُبُونَ، أَمْ لِيَقْرَأُوا وَماذا يَقْرَأُونَ، أمَّا أولِئِكَ الّذِين هَدَفُهُمُ الْمُتْعَةُ الْمَنْكُوبَةُ، فَنَصِيحَتِي لَهُمُ أَنْ يَذْهَبُوا إلَى شَواطِئِ الْبَحْرِ.


دَخَلْتُ إلَى جامِعَةِ الْفيس بوك لِأَهْدافٍ واضِحَةٍ هِيَ:
 

رِسالَتي لِإحْياءِ لُغَتِيِ الْعَرَبِيَّةِ الْفْصْحَى، وَتَعْليمِها لِبَنِي قَوْمِي فِي الْوَطَنِ ، مُعْتَمِدًا التَّشْكِيلَ التّامَّ كَما ضُبٍطَ الْقِرْآنُ والْحَدِيثُ الشَّرِيفُ وَالشِّّعْرُ الْقَدِيمُ وَالْمَقاماتُ وَبَعْضُ الْمَعاجمِ، كَجَمْهَرَةِ اللُّغَةِ لِلْأَنْبارِي ، وَالْمُحيطِ لِلْفَيْروزِ آبادِي وَإرْشادِ الْأَرِيبِ لِياقُوتِ الْحَمَوِي وَغَيْرِها.


طَرِيقَة التَّشْكِيلِ التَّامِّ بَدَأْتُ فِيها في كُتُبي الَّتِي أَلَّفْتُها لِلْحُصُولِ عَلَى أَرْقَى الدَّرَجاتِ الْأَكّادِيمِيَّةِ، وَخاصَّةً فِي كُتُبِ التَّحْقِيقِ والْمَقالاتِ والدِّراساتِ وّالْخَواطِرِ والْقِصَصِ الْقَصِيرَةِ.


كُنْتُ في السَّنَةِ الْأُولَى لِدُخُولِ حَدائِقِ الفِيس بوك أَكْتَفي بِإثْباتِ عَلامَاتِ الْإعْرابِ لَكِنِّي وَجَدْتُ مَنْ يُخْطِئُ فِي ضَبطِ مبْنَى الْكَلِمَةِ، فَتَقَرَّرَ عِنْدِي أنْ أَضْبِطَ مَقالاتِي وَمَنْشُوراتي كَما هُوَ الْحالُ فِي كُتُبِي الَّتِي أَلَّفْتُها.


- هَدَفي الثّاني هُوَ أنْ أُطْلِعَ أَبْناءِ قَوْمي عَلَى عُيُونِ الْأَدَبِ الْقَدِيمِ وَبَعْضَ الْحَدِيثِ نَثْرًا وَشِعْرًا وَضَبْطًا، وَأُقَرِّبُهُ لِمَفاهيمِهِمْ بِالشَّرْحِ والتَّوْضِيحِ وَالتَّحْلِيلِ، وَتَفْسِيرِ الْغَرِيبِ مِنَ الْأَلْفاظ ، وَبيانِ مَواطِنِ الْجَمالِ فِيهِ مِنْ مَجازٍ واسْتِعاراتٍ وَمُحَسِّناتٍ لَفْظِيَّةٍ ، وَأَمْثالِ وَحِكَمٍ وَصُوَرٍ شِعْرِيَّةٍ مُتَناوِلًا كُلَّ عُصُورِ الْأَدَبِ الْعَرَبي.


- الْوُقُوفُ عَلَى قَضايا مُجْتَمَعِنا الْعَرَبِيِّ والْمَحَلِّيِّ، حارَبْتُ الْجَريمَةَ والْفَسادَ بِعَشَراتِ الْمَقالاتِ، وَالتَّطْبيعَ، وَاسْتِنْكارِ سِياسَةِ الْحُكُومَةِ الْعُنْصُرِيَّةِ تُجاهَ الْمُواطِنِينَ الْعَرَبِ، وَمَقالاتٍ تُنَدِّدُ بِالْعُنْفِ الزّائِدِ في الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ وَغَزَّةَ، وَمَقالاتٍ سِياسِيَّةِ كَثيرَةٍ نَمَّتْ عَنْ جُرْءَةٍ وَصَراحَةٍ.


سَبْعُ سِنِينَ لِدُخُولي مُؤسَّسَةِ الفيس بوك، كَتَبْتُ فيها أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثَةٍ آلافِ مَقالَةٍ وَخَاطِرَةٍ وَحِكْمَةٍ  وَقَصائِدَ نَثْرِيَّةٍ وَمَقْطوعاتٍ شِعْرِيَّةٍ مَنْظُومَةٍ لا أَعْرِفُ عَدَدَها.


وَبَعْدُ،


يَسْأَلُنِي قُرّاءٌ كَثِيرونَ: يا أُسْتاذُ نَحْنُ لا نَفْهَمُ كَثِيرًا مِمّا تَكْتُبُ، وَهَذا التَّشْكٍيلُ زادَ الطِّينَ بِلَّةً.


جَوابيِ لِهَؤلاءِ : أَكْتِبُ لِلَّذِينَ يَفْهَمُونَنِي، لَوْ كُنْتُمْ تَقْرَؤُونَ الْقُرْأنَ والْحَدِيثَ والشِّعْرَ وَكُتُبَ الْأَدَبِ بِالتَّدَبُّرِ لَفَهِمْتُمُوني.
أَوَدُّ هُنا أَنْ أُوَضْحَ مَسْأَلَةً مُهِمَّةً: مَقالاتِي عَلَى الْفيس بوكْ هِيَ مُوُجَّهَةٌ لِشَعْبي الْفِلِسٌطِينيِّ وَلِلْعالَمِ الْعَرَبِيِّ بِقَضِّهِ وَقَضِيضِهِ
أَتَعاملُ مَعَ عَشَراتِ الْجامِعاتِ والْأَكّادِيمِيّاتِ وَالرَّوابطِ وَالْمَجَلّاتِ الْوَرَقِيَّةِ وَالْمُؤسَّساتِ وَالْمُنْتَدَياتِ وَالْمَجَلّاتِ الْأَلِكْتْرونِيَّةِ وَالْمُلْتَقَياتِ وَدورِ النَّشْرِ في الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ مِنَ الْمُحِيطِ إلَى الْخَلِيجِ، قِسْمٌ يَنْشُرُ وَقِسْمٌ يَنْشُرُ وَيُوَثِّقُ. يَسْتَقْبِلُونَ مَقالاتي بِكُلِّ تَرْحابٍ.


دورُ النَّشِرِ هذهِ تُجْزِيَ أَصْدِقاءَها الَّذينَ كانَ لِكِتاباتِهِمْ أَثَرٌ فِي نَشْرِ الْأَدَبِ والْمَحَبَّةِ وَالْإبْداعِ والسَّلام
تُجْزِيهِمْ بِالْأَوْسِمَةِ والشَّهاداتٍ اعْتِرافًا بِجُهُودِهِمْ وَتَقْدِيرًا لِإسْهامِهِمْ في إسْعادِ الْبَشَرِيَّةِ. وَهَذا سَبَبُ هذا الْفَيْضِ الْهائِلِ مِنْ التَّقْدِيرِ الَّذِي أَحْظَى بِهْ مِنْ وَسائِلِ النَّشْرِ بِمَنْحِي أَرْفَعَ الْأَوسِمَةِ والشَّهاداتِ الَّتِي أَعْتَزُّ بِها وَأُقَدِّرُها أَعْظَمَ تَقْدِيرٍ.

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים