ابْنُ سِنانٍ الخَفاجِيُّ الْحَلَبِيُّ

04.07.2024 מאת: بروفيسور لطفي منصور
ابْنُ سِنانٍ الخَفاجِيُّ الْحَلَبِيُّ


ابْنُ سِنانٍ الخَفاجِيُّ الْحَلَبِيُّ (ت٤٦٦ هج)ووصفُهُ للغَدْر ِ وَالخِذلان مِمّنْ وَمَقَهم (عَشِقَهم) فَانْكَفَأ الْقَهْقَرى بندامَةِ الْكُسَعِيِّ:


ابْنُ سِنانٍ هذا شاعرٌ كبيرٌ ، وأديبٌ وَلُغَويٌّ شآمِيٌّ له وزنُهُ  بينَ أرْبابِ مَن قصدوا حلَبَ ثمّ مَعَرّةَ النُّعْمانِ ، فَقَدْ تَتَلْمَذَ على أبي العلاءِ المعرِّي، وظهَرَ أثَرُ أبي العلاء في كتابِ ابنِ سِنانٍ العظيم " سِرُّ الفصاحَةِ" الُّذِي ليسَ لَهُ مثيلٌ في فَنّهِ وموضوعِهِ.
 

 

أمّا شِعرُهُ فهوَ في مُقدِّمَةِ شعراءِ عصرِهِ في القرنِ  الخامسِ الهجريِّ، عصرِ ازدهارِ الأدَبِ العربيِّ في قِمَّتِه.
جُمِعَ شِعْرُه وحُقِّقَ ونُشِرَ مِنْ قِبَلِ مَجْمَعِ اللغَةِ العربيّةِ في دمشقَ الفيحاءِ سنة ٢٠٠٧م.
ولِعَجَبي بِشِعْرِه، أضَفْتُ ديوانَه إلى عِدّةِ دواوينَ أحتفظُ بها بجانبِ سريرِي لأقرَأ كلَّّ ليلَةٍ - قبلَ نومي - قصيدةً لواحدٍ من الشُّعَراءِ الْعِظامِ.

 

 

وَقَدْ راقتْنِي قصيدةٌ تقعُ في ثلاثَةٍ وثلاثينَ بيتًا قالها يذكرُ غَرَضًا في نفسِهِ، فوافقتْ منّي الْقَبولَ والسّكينَةَ اخترتُ منها هَذِهِ الأبياتَ لأنَّّ فيها رسالةً.
 

يَقُولُ ابْنُ سِنانٍ : (من الكامل) ص: ١٥٩
 

أرَأَيْتَ مِنْ داءِ الصّبابَة عائِدًا
وَوَجَدْتَ في شَكْوَى الْغَرامِ مُساعِدَا
(يخاطِبُ الشاعِرُ نفسَه ويقول: أرأيْتَ في حياتِكَ مَحْبوبَةً تَعودُ - تزورُ - وَتُخَفِّفُ عنه تباريحَ الحُبِّ والهَوَى؟ إنّ هذا لا يكون فَثُبْ إلى رُشْدِكَ).

 

أَمْ كُنْتَ تَذْكُرُ  بِالْوَفاءِ "عِصابَةً" 
حَتَّى بَلَوْتَهُمُ فَلَمْ تَرَ وَاحِدا
(العتاب لنفسه: لعلّكَ كُنتَ تنتظرُ الوفاءَ مِمَّن وَهَبْتَهُمْ قلبَك، وحقَّقْتَ اهم أمانِيَّهم ،فَلَمَّا خَبِرْتَهم خابَ ظَنُّكَ وأصابَك الْخِذلانُ).

 

 

تَرَكوكَ واللّيْلَ الطّويلَ وَعِنْدَهم
سِحْرٌ يَرُدُّ لَكَ الرُّقادَ الشّارِدَا
(تركوك بدلَ تركتْكَ وذلك لِلتَّعْمِيَة. تَرَكَتْكَ مهمومًا مُؤَرَّقًا في ليلكَ الطَّوِيلِ ، مع أنَّ لها سِحْرًا يردُّ إليكَ رُقادَكَ الَّذِي فَقَدْتَهُ بالعِشْق.

 

أعْدَدْتُ بعدَكِ لِلْمَلامَةِ وَفْرَةً
وَذَخَرْتُ عِنْدَكَ لِلصَّبابَةِ مَوْضِعَا
(الملامَةُ لنَفسه وافرة، وَشَواهِدُ العشقِ أكثرُ، لكنَّهُ لمْ يَحْصُدْ إلَّا النَّدَمَ)

 

وَرَجَوْتُ فيكِ على النٌَوائِبِ شِدَّةً 
فَلَقِيتُ مِنْكِ نَوائِبًا وَشَدائِدَا
(هَذِهِ عاقِبَةُ عَدَمِ الْوَفاءِ)

 

مَنْ مُبْلِغُ اللّؤَماءِ أَنَّ مَطامِعِي
صارَتْ حديثًا فيهِمُ وَمَوارِدَا

 

ما لي أُجاذِبُ كُلَّ وَقْتٍ مُعْرِضًا
مِنْهِمُ وَأُصْلِحُ كُلَّ يَوْمٍ فاسِدَا
(قاعدةُ العرب في التَّعامُلِ: الصَّدُّ بِالصَّدِّ، والرّدُّ بِالرّدِّ. قَالَ امرؤُ الْقيسِ: مِنَ الطَّوِيلِ:
تَصُدُّ وَتُبْدِي عَنْ أسيلٍ وَتَتَّقِي
بِناظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ)

 

وَأُقيمُ سوقَ الْمَجْدِ في ناديهِمُ
حتّى أُنَفِّقَ فِيهِ فَضْلًا كاسِدَا
(حُسْنُ تَعْلِيلٍ رائِعٌ)

 

خَطَلٌ مِنَ الطّبْعِ الذَّميمِ وَضَلَّةٌ
في الرّأْيِ ما وَجَدَتْ دَليلًا راشِدَا
( الْخَطَلُ: الْخَطَأُ. يَصِفُ الطِّباعَ الذَّميمَةَ، وَالرَّأْيَ الْخائِبَ وَفِقْدانَ الدَّليلِ الرّاشِدِ)

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים