أنا أرضُ الأغاني

16.09.2024 מאת: الدكتور حاتم جوعيه المغار الجليل
 أنا أرضُ الأغاني

 

 أنا أرضُ الأغاني 
 


لقد أعجبني هذان البيتان من قصيدة للشاعر المخضرم حسان بن ثابت الأنصاري .
( وأحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني = وأجملُ منكَ لم تلدِ النساءُ
خٌلقتَ مٌبَرَّأ من كلِّ عيبٍ = كانكَ قد خُلِقتَ كما تشاءُ )
فنظمت هذه القصيدة ارتجالا ومعارضة لقصيدة حسان :

 

فتاتي أنتِ عُمري والرَّجاءُ = وأنتِ الفجرُ يسطعُ والضّياءُ
وإنَّكِ   مُنيتي   وَمنارُ روحي = وَفيكِ الطهرُ يسمُو والوَفاءُ
وَلم أرَ مثلَ حُسنِكِ يا حياتي = ومثلكِ أنتِ لم تلدِ النّسَاءُ
وَإنِّي شاعرُ الأوطانِ أبقى = مع الأمجادِ والشّمسِ التقاءُ

 

أنا أرضُ الأغاني وَهْيَ تزهُو =  وَمن زنديَّ يَنْبَعِث   الشّذاءُ
أحبُّكِ كم أحبُّكِ يا فتاتي  = بدونِكِ    كلُّ أيامي شقاءُ
سأبقى مع لهيبِ الشَّوقِ فُلًّا = وَمُنتظرًا متى يأتي اللقاءُ
بقربكِ    تنتشي أزهارُ عُمري = وَبُعدُكِ للمُحِبِّ هُوَ الفَناءُ

 

إلى عينيكِ فانطلقتْ قلوعي = وحيث أكونُ يزدادُ الرّخاءُ
وفي عينيكِ تاريخي  وَفنِّي = ومن عينيكِ  كم يحلو النداءُ
أنا صرحُ الفنونِ بلا مراءٍ = وللمكلومِ .. في شعري العزاءُ
أنا ربُّ المثالث والمثاني = وتجري لي   الأمورُ  كما  أشاءُ

 

أعَدَّ الله للشعراءِ منِّي = صواعقَ ، والجميعُ لها انحناءُ
وسيفي دائما أبدًا صقيلٌ = وللحَمقى يكونُ بهِ الشفاءُ
وشعري الدرُّ  والذهبُ المُصَفّى =   وتمطرُهُ المدائحُ والثناءُ
وَ "حسَّانٌ "   وأفذاذ  عظامٌ  = فلو  بُعِثوا  لأشعاري   اقتداءُ

 

جريرٌ والفرزدقُ مع أبي الطيْ = بِ صيتُهُمُ   سيحدُوهُ الخفاءُ
أنا ملكُ القريضِ وَفُقتُ عصري = وَقولي الصّدقُ ما فيهِ مِراءُ
أنا ربُّ القريضِ وكلِّ فنٍّ =  وَفيَّ المُنتهَى والابتداءُ
لكلِّ مَنارةٍ وَلكلِّ عِلمٍ = على طولِ المدى الفٌ  وَياءُ

 

إلهُ الشِّعرِ في   زمنٍ   عصيبٍ = وَفيهِ الخيرُ وَلّى والسَّخاءُ
وِشعري ساحرٌ كعقودِ دُرٍّ = وَيحلو الشّدوُ فيهِ والغناءُ
يُجَسِّدُ كلَّ أحلامي وَحُبِّي = وَغيري نظمُهُ دومًا هُراءُ
وَفي التجديدِ نبراسُ الأماني =    بإبداعي   سيرتفعُ   اللواءُ

 

" شكسبيرُ" و" نيرودا " و" لوركا " = وَ"خيَّامٌ "  لهُمْ   نعمَ  العطاءُ
مشيتُ على  خطاهِمْ  فُقتُ  عصرًا = تهاوَى   الفنُّ فيهِ لا رجاءُ
وهذا عصرُ لكعٍ وابنِ لُكعٍ = وفيهِ العُهْرُ يطغى والوباءُ
تَحدَّيْتُ الرزايا والمنايا = وَلم أحفلْ إذا جاءِ القضاءُ

 

"على عَجَلٍ كأنَّ الريحَ تحتي " = كأنَّ الشّمسَ من نوري تُضاءُ
هي الأمجادُ قد خُلِقتْ لمثلي = لأجلِ مبادِئِي زادَ البلاءُ
وإنَّ المرءَ بالأخلاقِ يسمُو = تُحلّيهِ الكرامةُ والإباءُ
وَمن باعَ المبادىءَ خانَ أهلا = فلا حِسٌّ لديهِ ولا حياءُ

 

غدًا لمزابلِ التاريخ يهوي = عذابُ جُهنَّمٍ فيهِ اكتفاءُ
وَإنِّي في المَعامِع   مُشْمَخِرٌّ  = عنِ الأوغادِ قد ينضُو الطلاءُ
شعاريرٌ لأشعاري سجودٌ = وَنُقّادٌ وَحجمُهُمُ الحذاءُ
وأجوائي  المحبّة لا سُمُومٌ = ولا لؤمٌ ولا شيىءٌ مُسَاءُ

 

يُعَمِّدُنِي الضياءُ   وكلُّ   طهرٍ = وَغيري قد يُضَمِّخُهَ الخراءُ
وحيثُ أسيرُ يأتي السعدُ دومًا = طيورُ الحُبِّ ترتعُ والظباءُ
وكم غيداءَ قد هامتْ بحُبِّي = عذارى الشعرِ من دوني إماءُ
أنا ربُّ المثالثِ والمثاني = بجوِّ الفنِّ كم يُلقى  الهناءُ

 

ربيعُ العمرِ أيامٌ وتمضي = زمانُ الرَّغدِ ليسَ لهُ  بقاءُ
هيَ الأقدارُ تسلبنا الأماني = ونمضي للأمامِ فلا وراءُ
لبسنا كلَّ مكرمةٍ وَفخر = وهذا دأبُنا نعمَ الرِّداءُ
على أطلالِ تاريخ عريق = سكبنا الدمعِ كم طالَ الثّواءُ

 

وكم من دِمنةٍ  تبكي بصمتٍ = وتلتحفُ السَّماءَ فلا غطاءُ
ديارٌ لم يَعُدْ فيها مُقيمٌ = ولا يُلفَى لأهليهَا فناءُ
وغابَ الحقُّ وانطفأَتْ شُموسٌ =  وهلْ   يُجدي نداءٌ أو دعاءُ
وطالَ الليلُ وانتكسَتْ نجومٌ = وَغابَ     الأكرمونَ   الأتقياءُ
مشينا في صحاري التِّيهِ   دَهرًا = وزادَ  الهَولُ   ماتَ  الأنبياءُ

 

وشعري للنضالِ .. لكلِّ حُرٍّ = لأوطانٍ تُعمِّدُهَا الدِّماءُ
وَللحُرِّيَّةِ الحمراءِ بابٌ = يُخَضِّبُهُ الرجالُ الأوفياءُ
إلى عرقِ الثَّرى وَشَجَتْ عُروقي = وَروحي إنَّ موطنهَا السَّماءُ
لنا لغتانِ من وردٍ وَقمحٍ = وتبقى الروحُ يغمُرُهَا النقاءُ

 

لنا جسدانِ من نورٍ وطهرٍ  = لاجلِ الحقِّ أنفسُنا الفداءُ
لنا الآلاءُ  لا تُحْصَى وإنَّا = لأمجادٍ   سُمُوٌّ وارتِقاءُ
ولا  تثني   مطامحَنا   صعابٌ = وَمسلكُنا وَمنهجُنا العلاءُ شعر :

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים