أَلْفُرُوقُ فِي اللُّغَةِ

أَلْفُرُوقُ فِي اللُّغَةِ
هَذا عِلْمٌ كَتَبَ بِهِ عُلَمَاءُ الْعَرَبِيَّةِ في الْعَصْرِ الْوَسيط. يَهْدُفُ إلَى بَيانِ الْفِرْقِ بَيْنَ الْمَعانِي الْمُتَقارِبَةِ، وَذَلِكَ لِتَصْحِيحِ اللُّغَةِ. وَاسْتَطَعْتُ بِعَوْنِ مِنِ امْتِلاكَ خَمْسَةِ مَصادِرَ أَساسِيَّةٍ فِي الْمَوْضُوعِ أَلَّفَها جَهابِذَةُ اللُّغَةِ، وَكُلُّ ما جاءَ بَعْدَها عالَةٌ عَلَيْها، سَأَذْكُرُها لِلْإفادَةِ، سَأَبْدَأُ بِأَوَّلِها زَمَنِيًّا إلَى آخِرِها.
- كِتابُ الْفَرْقِ لُمُحَمّدِ بْنِ الْمُسْتَنيرِ الْمَعْرُفِ بِقُطْرُبٍ (ت: ٢١٠ هج)
- كِتابُ الْفَرْقِ لِأّبي سَعِيدٍ الْأَصٍمَعِيِّ (ت ٢١٦ هج)
- كِتابُ الْفَرْقِ أَلَّفَهُ اثْنانِ أَبُو حاتِمِ السِّجِسْتانيُّ (ت ٢٥٥هج)
وثابِتْ بْنِ أَبي ثابِتٍ بِنِ عَبْدِ الْعَزيزِ اللُّغَوِيُّ. لا تُعْرَفُ لَهُ تَرْجَمَةٌ.
- كِتابُ الْفَرْق لِابْنِ فارِسِ اللُّغَوِيِّ (٣٩٥ هج) صاحِبِ مُعْجَمِ مَقايِيسِ اللُّغَةِ، وَكِتابِ الصّاحِبي أَلَّفَهُ لِلصّاحبِبِ بْنُ عَبّادٍ الْوَزِيرِ، وَهُوَ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ.
- الْفُرُوقُ في اللُّغَةِ وَهُوَ أَهَمُّها وَأَوْسَعُها، لِأَبي هَلالٍ الْعَسْكَرِيِّ (ت ٣٩٩ هج) صاحبِ مَوْسُوعَةِ جَمْهَرَةِ أَمْثالِ الْعَرَبِ مَرَتَّبَةً عَلى حُروفِ الْمُعْجَمِ.
هَذِهِ الْكُتُبُ الْخَمْسَةَ تَشابَهَتْ في المُصْطلَحات، وَزادَتْ في الْبَعْضِ وَاخْتَلَفَتْ فِي آخَرَ، وَأَوْسَعُها إطْلاقًا كِتابُ أَبِي هِلالٍ الْعَسْكَرِيِّ وَعَلَيْهِ الْمُعْتَمَدُ، وَباقيها تَراوَحَتْ مصْطَلَحاتُها بَيْنَ الْعَشْرينَ وَالثَّلاثِينَ.
يَقُولُ أَبُو هِلالٍ في مُقَدِّمَةِ كِتابهِ عَنْ دافِعِهِ لِتَأْلِيفِ كِتابِهِ: "ما رَأَيْتُ نَوْعًا مِنَ الْعُلُومِ، وَفَنًّا مِنَ الْأآدابِ إلّا وَقَدْ صُنِّفَ فيهِ كُتُبٌ تَجْمَعُ أَطْرافَهُ، وَتُنَظّمُ أَصْنافَهُ إلّا الْكَلامَ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ مَعانٍ تَقارَبَتْ حَتَّى أَشْكَلَ الْفَرْقُ بَيُنَهُما،
نَحْوَ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَالْفِطْنَةِ وَالذَّكاءِ، وَالْإرادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالْغَضَبِ وَالسُّخْطِ، وَالْخَطَإ وّالْغَلَطِ، وَالْكَمالِ وَالتَّمامِ، والْحُسْنِ وَالْجَمالِ ، وَالْفَصْلِ وّالْفَرْقِ، وَالسَّبَبُ وَالْآلَةُ، وَالْعامُ وَالسَّنَةُ، وَالزَّمانِ وَالْمُدَّةِ، وَجَلَسَ وّنَهَضَ وَغَيْرِها.
سَأَكْتَفي بِهَذِهِ النَّمَاذِجِ خَشْيَةَ الْإطالَةِ:
- الْعِلْمُ وَالْمَعْرِفَةُ: الْعِلْمُ أَوْسَعُ وَأَعْمَقُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ. المَعْرِفَةُ سَطْحِيَّةٌ. مَثَلًا أنْ تَعْرِفَ فاتِحَ الْأنْدَلُسِ.
- الْفِطْنَةُ وَالذَّكاءُ:
الْفِطْنَةُ سُرْعّةُ الْخاطِرِ مَعَ قُوَّةِ الذّاكِرَةِ.
الذّكاءُ يَخْتَصُّ بِالْعَقْلِ الْمُتَّقِدِ، وّتَوَقُّعِ الْآتِي، وَالقُدْرَةِ عَلَى حَلِّ الْمُعْضِلاتِ. الذّكاءُ الْمَنْطِقي هوَ الْأَفْضَلُ.
- الْإرادَةُ وَالْمَشِيئَةُ:
الْإرادَةُ اِخْتِيارُ الْإنْسانِ وَفِعْلُهُ
الْمَشِيئَةُ مِنَ اللهِ سُبْحانَهُ وَتَعالَى.
"وَما تَشاءُونَ إلّا أَنْ يَشاءَ اللهُ"
- الْغَضَبُ وَالسُّخْطُ:
الْغَضَبُ "جَمْرَةٌ فِي الْقَلْبِ يُطْفِئُها الْوُضُوءُ أوِ الِاغْتَسالُ" وَهُوَ مُؤَقَّتٌ يَزُولُ مَعَ الرِّضا وَهُدُوءِ النَّفْسِ. إذا كانَ مِنَ اللهِ فَهُوَ شَدِيدٌ وَيَغْفِرُهُ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ.
السَّخَطُ وَالسُّخْطُ هِوَ عَذابُ اللهِ الشَّديدُ في جَهَنَّمَ.
الْغَضَبُ والسُّخْطُ عندّ الْبَشَرٍِ يَتَبادَلانِ أَحْيانًا.
الخطَأُ وَالْغَلَطُ:
الْخَطَأُ فِي الْمَعارِفِ والْعُلومِ وَالْكِتابَةِ.
الغَلَطُ في الْأَخْلاقِ وَالْقَوانينِ والشَّرْعِ وَالْكَلامِ الْمَسْمُوعِ. وفي الْمَثَلِ : مَنْ كَثُرَ لَغَطُهُ كَثُرَ غَلَطُهُ.
- الْكَمالُ وَالتَّمامُ:
الْكَمالُ لِلَّهِ تَعالَى وَلِرُسُلِهِ الْمَعْصُومينَ عَنِ الْخَطَإِ، جاءَ في الحديث: "كُلُّ آلنّاسِ خَطّاءُونَ وَخَيْرُ الْخَطّائِينَ التَّوّابُونَ".
التَّمامُ السَّوِيُّ الْكافي الصَّحيحُ.
- الْحُسْنُ وَالْجَمالُ: الْحُسْنُ في الْوَجْهِ وَما حَوَى.
الْجَمالُ فِي الْأَشْياءِ كُلِّها بِما فيها الْإنْسانُ. وَهُوَ كّالْحُسْنِ مُتَعَلِّقٌ بِالذَّوْقِ الَّذي يَخٍتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ.
- الْفَصْلُ وَالْفَرْقُ:
الْفَصْلُ: الْقَطْعُ، ما يَفْصِلُ بينَ فِريدَتَيْنِ بِخَرَزَةٍ فِي الْعِقْدِ.
الْفَرْقُ: الِاخْتِلافُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ أَوْ أَشْياءَ.
-السَّبَبُ الْعِلَّةُ، وَالْأسْبابُ الْعِلَلُ.
الْآلَةُ الْوَسِيلَةُ.
- الْعامُ وَالسَّنَةُ:
الْعامُ هوَ السَّنَةُ في اللُّغَةِ. وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالْخُصُوبَةِ، "ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعِدِ ذَلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعْصِرونَ".
العامُ هُوَ السَّنَةُ الْقَمَرِيَّةُ الَّتي تَبْدَأُ فِي الْأَوَّلِ مِنَ الْمُحَرَّمِ وتَنْتَهِي فِي الْيَوْمِ الْأَخيرِ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحُجَّةِ.
السَّنَةُ: كُلُّ أَيّامِ دَوْرَةِ الْأَرْضِ حَوْلَ الشَّمْسِ. والسَّنَةُ الْقَحْطُ وَالْجَدُبُ. نَقُولُ: أَصابَتْهُمْ سَنَةٌ. وَتُجْمَعُ عَلَى سِنُونَ وَسِنِنَ كم وَسُنينٍ في الْجَرِّ.
- الزَّمانُ وَالْمُدَّةُ:
الزَّمانُ وَالزَّمَنُ اسمٌ لِقَليلِ الْوَقْتِ وَكَبيرِهِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَزْمانٍ ، يَخْتَصُّ بالماضي والحاضِرِ والمْسْتَقْبَلِ .
المُدَّةُ الْفُسْحّةُ فِي الزَّمَنِ صَغُرَتْ أَمْ طالَتْ.
- جَلَسَ وَنَهَضَ:
جَلَسَ كانَ واقِفًا فَجَلَسَ.
نَهَضَ كانَ نائِمًا أَوْ مضطَجِعًا فَوَقَفَ.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108