" لا تجزع "
قصيدة شعرية بعنوان .." لا تجزع "
يا فؤادي لا تجزع ولا تَهِمْ ..
فالكون أشرق مما قد بدا عتما ..
سِرْ في دروبك إن الله دبرها .
ولا تحزن إن طال عليك الألمَا ..
الحزن يرحل كالريح إن تركته ..
والصبح يأتي ليجلو الليل والظلمَا..
أما رأيتَ السماءَ بعد ما احْتجَبَتْ ..
تعود بنور يضيء الكون مبتسمَا ..
إن مضت أيامك في عسرٍ وعاصفةٍ ..
فقد أتى الوعد أن يُسقى بها غمامَا ..
فليس بعد العسر إلا يسرُه كما وعد ..
وليس بعد الدمع إلا الضحك قسَما ..
وإن تألمت في دربٍ وضيقه ..
فثمّة النور من عمق الظلام رسَما ..
فطمئن القلب وامضِ في رجائك إذ ..
في كل ليلٍ به من بعده نجمَا ..
ففي الحياة جمالٌ لا يُرى عجَلاً ..
وفي الشدائد يُظهر الورد موسما ..
طوبى لمن صبر الدنيا وزينتها ..
فما السعادة إلا من صبره انقسمَا ..
فكلما ضاق صدر المرء حزَنا ..
أتى الفرَج في غيب ليس له عِلما ..
وكلما عصف في نفسك جزع ..
جاءت بعدها الأفراح قُدُما ..
فالدرب يمضي وإن شقّت مسالكه ..
في آخر المنعطف يُنصفك حكَما ..
أما رأيتَ من الأنهار جريانها ..
تشق صخراً ولا تنثني ألما ..
فكل خطبٍ وإن زادت شدائده ..
لا بد يحمل في طياته حُكْما ..
فالليل رغم سكونٍ في جلالته ..
يُنهيه صبحٌ يعيد الكون حتما ..
والشمس تشرق من خلف السحاب وإن ..
ظننتها غابت في الأفق وانعدما ..
فافتح يديك إلى الآمال مرتقباً ..
ترى سروراً ينسيك الهمّ وإن عظُما ..
وليس في اليأس معنى حين تعرف أن ..
كل الأمر بإذن الله قد حُسِما ..
فانظر إلى الكون واسعاً بمنظره ..
ترى جمالا تعيش به مُغْرما ..
واذكر بأن الأقدار رحمتها ..
تفوق ما خفي في القلب أو عُلما ..
فالخير يأتي وإن طال انتظاره ..
كما الربيع يعود بعد غيث وغيما ..
فاصبر على ما ترى لا تخشى شدته ..
فالله بالخير في أقداره أعلما ..
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108