إطلالة
إطلالة هل للمثقف دور في التنمية المحلية المستدامة؟.
موضوع هذه الإطلالة مهم جدا و يتعلق بدور المثقف المفترض في التنمية المحلية .
السؤال عريض وطويل جدا ، قد تختلف فيه الآراء بداية من المثقفين أنفسهم إلى باقي المهتمين والمتتبعين.
لكن دون شك ، يمكن القول أو الجزم أن للمثقف باختلاف المواضيع والقضايا التي ينشط فيها ، دور مفترض أساسي ومحوري وضروري في التنمية المحلية المستدامة على مستوى الجماعات الترابية و المدن والقرى .
وهذا الدور يختلف حسب الموقع الذي يتواجد به هذا المثقف وكذلك حسب رغبته واجتهاده ومسؤوليته تجاه محيطه ومجتمعه وبلده.
قد تكون مساهمة المثقف في التنمية المحلية عبر كتاباته أو إبداعاته و أعماله المختلفة التي يجب أن تحيط بالمشاكل المطروحة ودراستها واقتراح الحلول الممكنة والبديلة.
وهذا في نظري حتى لو كان أساسيا فهو غير كافي للوصول إلى النتائج الإيجابية المرجوة.
لابد للمثقف من الإنخراط في المساهمة في التنمية المحلية عبر تظافر الجهود بين كل المثقفين في المنطقة الترابية المعنية في المدينة أو القرية ، وذلك في إطار التكثل في جمعيات أو هيئات محلية، تعنى بالشأن المحلي يكون دورها ليس فقط المشاركة عبر الندوات والمناظرات الفكرية النظرية، ولكن يجب على المثقفين أن يكونوا على دراية واسعة وشاملة بالوضع الإقتصادي والإجتماعي لمحيطهم الذي يعيشون فيه والمشاركة في تدبير الشأن المحلي الجماعي بواسطة المشاركة والمساهمة في إعداد برامج العمل والمشاريع التنموية واقتراح الحلول التي يرونها مهيكلة وقاطرة للتنمية المحلية.
إن المثقف اليوم أصبح من الواجب عليه الإطلاع على القوانين والأنظمة المتعلقة بتدبير الشأن المحلي و الجماعات الترابية ودراستها ومعرفة التفاصيل ليتمكن من إيجاد المفاتيح القانونية الممكنة للدخول لهذا الباب الذي يرى عدد لابأس به من المثقفين تركه مسدودا ، ولا يريدون فتحه واقتحامه ربما لكونه يتعلق بمجال له علاقة مباشرة مع السكان وكون الانشغال به يحتاج للتضحية بالوقت والتفكير ويحتاج للتفرغ الكامل إليه.
بالرغم من ذلك وفي إطار الوطنية و حس المسؤولية ، يجب على المثقف أن يكون جزءا من الطاقات والفعاليات التي تساهم في التدبير اليومي للشأن المحلي عبر التتبع والتحليل والتشخيص واقتراح الحلول الممكنة في إطار تظافر الجهود مع كل الفاعلين المحليين بما فيهم الجامعة والمؤسسات الصناعية والاقتصادية ومراكز الاستثمار وجمعيات المجتمع المدني ، وبتنسيق وتواصل بطبيعة الحال مع المجالس المنتخبة محليا .
وعليه، فإن المثقف يجب أن لايعتبر نفسه بعيدا عن تدبير الشأن المحلي الجماعي والتنمية المحلية ، فهو حلقة رئيسية لايمكن الاستغناء عنها لبلورة رؤيا استراتيجية شاملة ، تشاركية ومستقبلية لتدبير أمثل ومنظم ومدروس لتنمية محلية شاملة.
يبقى على المثقفين فقط تنظيم أنفسهم في إطار منظم طبقا للقوانين الجاري بها العمل حتى يأتى لهم تجميع الجهود وتوحيد الرؤى والأفكار لخدمة السكان والمؤسسات المحلية والوطن.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108