הדרוזים בסוריה נדחקים לפינה
בשבוע האחרון נשמעים קולות של הפלגים הדרוזים בסווידה בסורה, חלקם אומרים שצריך להצטרף לשלטון החדש ולהסכים למסור את הנשק וחלקם מסרבים בטענה שלא מאמינים לשלטון החדש, וחלקם דורשים מעמד ייחודי בשלטון ומוסדות סוריה, במקביל השלטון החדש בסוריה הודיע שיאספו מכולם את כל הנשק.
قولٌ من السويداء في مؤتمر الحوار المزمع.لن نقبل بأن يـُخدع الدروز مرتين...!
في مواجهات الدروز المتتابعة ضد العثمانيين قبل انحسار سلطتهم عن بلاد الشام عام ١٩١٨؛ وعلى أثر ثورة سلطان باشا الاولى من أجل الشهيد أدهم خنجر عام ١٩٢٢ وفي الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ سالت دماء الآلاف من الشهداء الدروز؛ ولقد بلغت نسبة عدد شهداء الثورة السورية الكبرى من الدروز ٧٠ بالمئة من عدد شهداء سورية؛ بنتيجة تلك الثورة دُمًرت دور وتيتمت اطفال وافتقرت وجاعت أسر في سائر حواضر محافظة السويداء .
ومع أن تلك الثورة أسست لاستقلال سورية ولبنان عام ١٩٤٦ فإنً مواطني السويداء لم يحصلوا على إعادة بناء ولا على تعويضات ما...
لقد حصل للدروز في الثورة ضد الاحتلال الفرنسي ما حصل للسنة ضد احتلال آل الأسد للدولة السورية...
يقول الدكتور عمر فرّوخ استاذ التاريخ الاسلامي في جامعتي بيروت ودمشق في منتصف القرن الماضي "إن استقلال سورية ولبنان مدين بمعظمه لدماء لدماء الشهداء الدروز"...
كما أن محافظة السويداء بعد الاستقلال لم تشهد تنمية تُذكر ...
هذا بالإضافة إلى أنّ حكومات ما بعد الاستقلال ١٩٤٦ تخلت عن مضمون منشور الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ الذي وقعه سلطان باشا الاطرش والذي ينص على المواطنة المتساوية والدولة الديموقراطية العادلة؛ وأن الدين لله والوطن للجميع...
نعم؛ لقد خابت آمال الدروز بعد تلك الثورة؛
وتسرب اليأس إلى النفوس منذ ما قبل الاستقلال الاول عام ١٩٤٦ من إمكانية الإصلاح؛ ومن تحقيق بناء دولة ديموقراطية ذات مؤسسات راسخة؛
كان اغتيال المجاهد الدمشقي الكبير عبد الرحمن الشهبندر في ٦ تموز ١٩٤٠ على يد ابناء عصاصة المنتمين إلى جمعية اسلامية دمشقية متطرفة إشارة إلى خلل في وفاء الساسة السوريين للقيم التي تضمنها منشور الثورة ضد المحتل الفرنسي؛
اذ توجه الاتهام بتدبير مقتل الشهبندر إلى ساسة سوريين كبار منافسين له منهم جميل مردم وشكري القوتلي وسعد الله الجابري غير أن المحكمة لفلفت مسألة الاغتيال تبعا لمصالح سياسية.
كما أن سلطان باشا كان قد احتج على فقرة في الدستور السوري الذي فبركه الفرنسيون زمن الانتداب تنص على أن تكون ديانة الرئيس مسلما سنيا...(استنادا إلى الباحث في الارشيف الفرنسي نورس حسين عزيز)؛
كان مسؤولو دمشق قد طربوا لهذه المادة التي تعزز الاستئثار الفئوية بالسلطة...
ولقد عمل سياسيو حكومة دمشق عام ١٩٤٧ على تأجيج فتنة "الشعبية والطرشان" لإشغال الدروز عن المطالبة بتفيذ مطلب الدولة الديموقراطية العادلة...
وزاد الطين بلة فيما بعد تدخل الجيش في السيطرة على الدولة بسلسلة من الانقلابات العسكرية افتتحها حسني الزعيم في شهر آذار ١٩٤٩ وسامي حناوي آب ١٩٤٩ وأديب شيشكلي ١٩٥٠ وانقلاب الانفصال ١٩٦١ وانقلاب ٨ اِذار ١٩٦٣ وانقلاب ٢٣ شباط ١٩٦٦ حيث تم بعده تسريح المئات من ضباط الجيش الدروز واعتقال آخرين واذلالهم وأبرزهم اللواء فهد الشاعر؛ وتوّج لعنة الانقلابات انقلاب ١٦ تشرين الثاني ١٩٧٠ الذي دبره حافظ أسد ممتطيا حزب البعث حيث جعل منه زمرا رخيصة من المخبرين؛
هكذا كانت محنة الدروز الذين كانت ميول معظمهم تميل إلى عبد الناصر محنة كبيرة مع حزب البعث خاصة بعد أن سيطر صلاح جديد على شعبة شؤون لضباط وجنح إلى تطييف القيادات والإدارة في الجيش وبتعاونه مع حافظ أسد وأعوانه حملوا الدروز مسؤولية هزيمتهم في حرب حزيران ١٩٦٧؛
كما حرضوا خطباء الجوامع في المدن السورية على نشر هذه الشائعة معتمدين على أجهزتهم الأمنية وبنتيجة هذه الشائعة تعرض المئات من الدروز للإهانة والضرب من قبل الرعاع في شوارع دمشق وغيرها من المدن السورية...
وفي حرب تشرين ١٩٧٠ حمّلت مخابرات حافظ اسد العميد رفيق حلاوي مسؤولية الإحباط الناجم عن فشل هجوم الدبابات السورية على محور القنيطرة وهي الخطة الفاشلة الذي كان حافظ أسد يصر على تنفيذها جهلا منه بإدارة خطة الحرب الحديثة (راجع كتاب المحدال/ التقصير/ لمجموعة من المراسلين العسكريين الإسرائيليين)...
٢- وها نحن بعد مرور مئة عام على الثورة السورية الكبرى نواجه احتمال الإحباط مرة ثانية نتيجة عدم الاصغاء لمطالبنا في أن نصل بالتعاون مع القيادة بسورية المحررة من آل الأسد المجرمين اللصوص إلى دولة ديموقراطية عادلة ومواطنة متساوية بدون تمييز ديني أو قومي أو حزبي وعلى أساس الدين لله والوطن للجميع وعلى فصل السلطات وتحييد الجيش عن السياسة...
نعم؛ نحن مجتمع السويداء لن نقبل أن نُحبَط مرتين...ومن هنا تأتي أهمية أن تُصدر قيادة العمليات العسكرية اعلانا فوق دستوري يتضمن مطلبنا المشار إليه أعلاه؛
وإلا فإنّ مؤتمر الحوار سيكون مؤتمراً محبطا لا يوصل إلى انفراج أزمة... ابراهيم العاقل ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥
من حق بني معروف المشاركة بجيش الموحدين.لحماية الشعب والوطن.