"أبو حسان سليم عطالله حلبي رجل الكرم والمواقف والرؤية الثاقبة"
بعض الرجال يرحلون بأجسادهم، لكن أثرهم يبقى محفورًا في القلوب والوجدان، وهكذا كان أبو حسان سليم عطالله حلبي، رجلًا لا ينسى، وركنًا من أركان النضال والعطاء. رحل اليوم أخي ورفيق دربي، أبو حسان سليم، لكن روحه لن تفارقنا، وصوته لن يغيب عن مسامعنا، فهو الذي كان دائمًا نبراسًا في درب النضال، وعلامة مضيئة في مسيرة العرفان والكرامة.

لم يكن رجل كلام، بل رجل فعل وموقف، لم يتردد يومًا في الوقوف حيث يجب، ولم يساوم يومًا على الحق والحقيقة.
كان كريم النفس قبل أن يكون كريم اليد، يعطي بلا حساب، لا يسأل ماذا سيعود إليه، بل ماذا يمكن أن يقدمه. لم يكن الكرم عنده مجرد عادة، بل كان نهج حياة، ينبع من قلبه الكبير الذي احتوى الجميع، ومن حكمته التي كانت تسبق زمانها.
لم يكن مجرد رفيق درب، بل كان بصيرةً في الطريق، يرى ما لا يراه الآخرون، ويقرأ الأحداث قبل أن تكتب. كانت رؤيته الثاقبة بوصلتنا في أحلك الظروف، وحكمته شعلةً أضاءت لنا الدروب المعتمة. لم يتوقف عند الواقع، بل كان دائمًا يرى المستقبل، يرسمه بخطى ثابتة، ويرشدنا إليه بوضوح وثبات.
عرفته أخًا قبل أن يكون رفيقًا، وصديقًا قبل أن يكون مناضلًا، وحين رحل، ترك في القلب غصة وفي الدرب فراغًا، لكن العهد يبقى كما كان، بأن نكمل المسيرة التي خضناها معًا، وبأن تبقى راية النضال مرفوعة، لا تزيحها رياح الفقد، بل تزيدها صلابة وعزمًا.
رحمك الله، أبا حسان، وأسكنك جنان الخلود، سنذكرك في كل خطوة، وسنروي للأجيال القادمة عن رجل لم يساوم، ولم ينحنِ، بل ظل شامخًا حتى آخر رمق.
أبا حسان، نفتقدك اليوم جسدًا، لكن روحك باقية، ومواقفك ستظل دليلًا لنا، سنحفظ العهد، ونكمل الطريق، حاملين إرثك الغالي في قلوبنا، وسائرين على دربك الذي لم تحِد عنه يومًا.
رحمك الله، وأسكنك جنان الخلد، وألهمنا القوة لنكون أوفياء لما تركتلك الرحمة ولذويك الصبرإنا لله وإنا أليه راجعون الباقي الدايم وجه ألله.