ما كنتُ يومًا في المحبَّةِ فاشلا

08.11.2024 מאת: الدكتور حاتم جوعيه المغار الجليل
ما كنتُ يومًا في المحبَّةِ فاشلا


ما كنتُ يومًا في المحبَّةِ فاشلا

لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر المنشوران في أحد المواقع :
( ما بالُ عقلي لا يُفارقُ غائبا = أضحَى فؤادي من رحيلِهِ خائِبَا
ذكراهُ ملحٌ والجرُوحُ مَرَارةٌ = يا ليت قلبي عن ودادِهِ تائِبَا )
فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً لهما :


أنا شاعرُ الشعراءِ أبقى الغالِبا = الغيدُ تعشقُ روعتي  وَمَناقِبا
ما  كنتُ  يومًا في  المَحبَّةِ  فاشلا =  الكلُّ أضحَى في غرامي ذائِبَا
إنِّي أنا المعشوقُ أبقى للمدى = يبقى وِصالي للنّساءِ مآرِبَا
إنِّي أنا المَعشُوقُ لستُ العاشقَ الْ = وَلْهانَ في الأشجانِ فاقَ نوادِبَا
كلُّ العذارى في غرامي تُيِّمَتْ = وَلِموطني قد كان عشقي  صائِبا


وأتيتُ شمسًا بالضياءِ تلألأتْ = وأنرتُ جوًّا كان دومًا شاحِبَا
لي همَّةٌ تأبى الدَّنيَّة والأذى  = سأظلُّ من نبعِ الكرامةِ شاربَا
أنا للكفاحِ وللمبادِىءِ قِبلتي = ما زلتُ عن كلِّ الشّوائبِ عازبَا
مُتسربِلٌ بطهارةٍ طولَ المدى = للخيرِ والتّقوَى أظلُّ مُوَاكِبا
إنِّي أنا الرّئبالُ  في ساحِ الوغى = ما كنتُ يومًا خانِعًا   أو ناحِبَا


مُتشبِّث   وَبموطني  وَتُرابهِ  = ويظلُّ جذري في ثراهُ ضاربَا
وأنا   الأبيُّ   أنا الوَفيُّ  لأمَّتي =   كم   فدفدٍ  قد جُبتُهُ  وَمصاعِبَا
شابَ الزمانُ بقيتُ في شرخِ الصِّبا = وَمفاوزًا شَيَّعتُها وَسَباسِبَا
لم أكترِث أنا بالنَّوائبِ  والنوى = ولكم رأيتُ من الزَّمانِ عجائِبا
وَقهرتُ أندادًا ، سَمَوْتُ إلى السُّهَى = ما كنتُ يومًا للزمانِ مُعاتِبَا


يمشي الزَّمانُ كما أريدُ وَإنَّني = أبغي   العدالة   مَذهبًا وَمَطالبَا
أنا قُدوةُ  الأجيالِ  فخرُ كفاحِهِمْ = وَمُعلِّمًا أبقى لهُمْ وَمُهذّبَا
وَهويَّةُ الأجيالِ أبقى للمدى = وَأنيرُ دربًا كان صعبًا مُتعِبَا
أنا في الكفاحِ وللمعالي أوَّلٌ = هيهات يُلفى أو يُرى ليَ نائبا


أنا حارسٌ تلكَ الجنانِ وَسحرِهَا = وَأصدُّ عنها طامعًا مُتوَثّبَا
الوردُ يذوي في الحدائقِ ظامِئًا = وأنا الذي أرويهِ دمعًا ذائِيَا
إنِّي أنا  اللحنُ المُسافرُ للمدى = للكونِ أبقى العندليبَ المُطرِبَا
أبقى الطليعة لكلِّ فنٍّ رائدٍ = لا لم يكن أحدٌ لفنِّي عائِبَا


من أجلِ حقٍّ غائبٍ وَمُهَمَّش = أشهرتُ في وَجهِ الطغاةِ قواضبَا
كم من عدوٍّ تحتَ نعلي يرتمي = وكسرتُ أنيابًا لهُ وَمخالِبَا
سُمٌّ هُنا  ولكلِّ  أخرق مارقٍ = والشهدَ والترياقَ أسقي الصَّاحبَا
لكعُ بنِ لكعٍ قد يُسَمَّى عصرُنا = ونرى الأفاعي دائمًا وَعقاربَا


وَوُجودُنا بينَ الأراذلِ سُبَّةٌ = وَكأنّنا نُعطي  المُسوخَ ضرائبَا
الحقُّ غابَ وَسادَ ليلٌ دامسٌ = تلكَ الشُّموسُ ألا تزالُ غواربَا
الحُرُّ يقبعُ في الهوانِ وفي اللظى = ونرى الرُّؤوسَ زعانفًا وَطحالِبَا
خُضتُ المعامعَ يافعًا بل أمردا = وَأطلتُ في ساحِ الكفاحِ ذوائبَا


كم جهبذٍ فذّ أماميَ ينحَني = وَأعاجمًا أفحمتُهَا وأعاربا
هذا زمانٌ للنذالةِ والخنا = والكلُ أضحى في السياسةِ لاعبَا
والكلُّ باعَ ضميرَهُ وَإلهَهُ = والكلُّ خانَ أهيلهُ وأقارِبَا
كم من عميلٍ بيننا مُتآمرٍ = وَيُرى لتدميرِ الثقافةِ ذاهِبَا


باعَ الكرامةَ والمبادىءَ والتّقى = وبهَا نرى  عرضَ  الجدارِ لضارِبَا
هذي نوادي الإفكِ تنضحُ بالخنا = تُبدي المخازي كلّها وعجائبَا
هذي النوادي للعمالةِ نهجُهَا = كم دَمَّرَتْ أدبًا هُنا وَمواهِبَا
وَجوائزُ التطبيعِ  تُعطى للذي = باعَ الكرامةَ كان دومًا مُذنبا


وَجوائِزُ التطبيع كم قد نالهَا = نذلٌ هُنا ويظلُّ كلبًا سائبَا
سوقُ النخاسةِ سوفَ يرجعُ بعدما = أضحَى القميءُ مُرَأسًا  وَمُدرِّبَا
أضحى هبنّقةٌ حكيمًا جهبذًا = مهما يقُلْ سَيُعدُّ قولا صائبَا
لكعُ بنُ لكع إنَّ  هذا  عصرُنا =  ونرى هُنا وجهَ العدالةِ قاطبا


وأنا الكرامةُ والمبادىءُ قبلتي = وأظلُّ دومًا ساحَ المعامِعِ مُلهِبَا
إنِّي أنا الرّئبالُ في ساح الوغى = أعدَدْتُ للجلّى سَبُوحًا  سَلهَبَا
خُضْتُ الحياة مُناضلا وَمُكافِحًا = والغيرُ رعديدٌ وليسَ مُحارِبَا
كم من دعيٍّ أخرقٍ هُوَ فاشلٌ = وَيعيشُ مأفونًا ويبقى   كاذبَا


إنِّي أنا الغرِّيدُ في وطنِ الفِدا = روحي  لأجلِ   الحقِّ   أبقى واهِبَا
أفدي بروحي كلَّ شبرِ من ثرَى = وطني ، ولا أخشَى الرَّدى وَعواطبَا
والحُرُّ مهما غابَ عن أوطانِهِ = لا بُدَّ يومًا أن نرَاهُ آيِبَا
إنِّي أنا  الشّهدُ المُصَفَّى  والشذى = سأظلُّ دومًا كلَّ خير جالِبَا


أسقي العطاشَ  كرامة وَمَآثرًا = والكلُّ أضحَى نخبَ مجدي  شاربا
وَمَعينُ إبداعي منارٌ   للورَى = هُوَ بلسمٌ ما كان يومًا  ناضِبَا
كم فُقتُ أقرانًا بفكرٍ ثاقبٍ = فٌقتُ الجميعَ مآثرًا وَمناقِبَا
كم شاعر منِّي تعلّمَ نظمَهُ = وَمُؤدِّبٍ لولايَ لم يَكُ كاتبا


في قمَّةِ الإبداعِ شعريَ رونقًا = كم مُبدع أضحَى لشعري ناهِبَا
أنا شاعرُ الشعراءِ دون مُنازع = والشعرُ من بعدي سيبقى ناعِبَا
كم فيلسوفٍ أعجزتهُ طلاسمي = وأمامَ إبداعي يُوَلِّي هاربا
إنِّي أنا الفجرُ المُطلُّ على الدُّنى = وَأبدِّدُ الليلَ البهيمَ الغاضِبَا


وعلى جُفونِ النجمِ تخفقُ رايتي = وجحافلا سَيَّرتُهَا وكواكبَا
من نفحِ إيماني الخلائقُ ترتوي = والكلُّ يبقى نبْعَ علمي طالبا
وَصُروحُ مجدي كالشُّموس تألّقتْ = يبقى صنيعي   مُشرقا لا غارِبا
سَتُردِّدُ الاجيالُ شعري للمدى = فوقَ المجرَّةِ صارَ صيتي صاخِبَا


 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים