نظـــــــرة في الـعـلمـانية اللادينية "حيلونيت"

هكذا العلمانية فعلت بالبشرية، ضلت وأضلت وانطمست وطمست، وعميت وأعمت، فأوقعت في أشراكها من لم يقوى على الصمود أمامها، ومن لم يفطن لحيلها، كما يفعل العنكبوت بفريسته فيلف عليه خيوطه ليستسيغه، فسرقت عقله ولبه، وأعدمته نفسه وحسه

05.07.2017 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظـــــــرة في الـعـلمـانية اللادينية "حيلونيت"

الجزء 3/2 

لقد تمكنت العلمانية بمكرها وحيلها من كل الأديان، واستطاعت أن تدخل المساكن والبيوت وأماكن الصلاة، بيد خفية وألفاظ طرية، فمنذ ظهورها على الملأ  في أوروبا،  بعد الثورة الصناعية الفرنسية عام 1789 ، وتمردها على الكنيسة التي كانت هي السلطة العليا في المجتمع الأوروبي، واتهام رجال الدين  بالطواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران، فظهرت شخصيات علمانية ومفكرة، كفرت بالدين ودعت إلى الإلحاد، وأظهرت مذاهبا لم تكن متبعة، ووضعت لها كتبا تدعو  إلى الاعتقاد بدهرية الدهر، وان العالم باقيا ببقاء الدهر، بلا رقيب ولا حسيب ولا آخرة ولا قيامة، ولا عذاب ولا ثواب، وإنما هو مولود من الطبيعة بلا صانع، ومحدَث بلا محدِث،  فأحدثوا ثورة في نفوس الخلق، خاصة في أوروبا، ما لبثت إلا وانتقلت من الغرب إلى الشرق، محدثة بلبلة في نفوس الناس، وتمردا على أيمانهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ودعوا الناس إلى ترك الاعتقاد بالدين والانغماس في الدنيا،حتى جعلت منهم أعجاز نخل خاوية، فزينوا للناس حب الدنيا والشهوات كما قال تعالى عن إبليس لعنه الله : " زيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصير بالعباد".

فبدأت تظهر الصناعات والآلات وفلسفات الإلحاد، وهي ما تسمى بالثورة الصناعية في فرنسا والتي هي كانت سببا لتغيير الحياة على الأرض، وظهور الرأسمالية، الاحتكارية، الاستعمارية، الربوية، الاستعبادية، الانفرادية والامبريالية، والتي عالمنا اليوم يشهد مدى خطورة ما وصلت إليه من تهديد كوكبنا الأرضي بفعل الغازات السامة والكيماويات والأبخرة والتلويث البيئي، مما يزيد من ارتفاع حرارة الأرض وهو ما يطلق عليه " الاحتباس الحراري"

فلما اشتد الصراع بين العلمانيين والكنيسة السلطة الدينية الكبرى، بعد ظهور مبدأ العقل والطبيعة ، اخذ العلمانيون يدعون إلى تحرر العقل، وإضفاء صفات الإله على الطبيعة، نادى العلمانيون بإقامة أول حكومة في فرنسا،  وهي أول حكومة لا دينية، تحكم باسم الشعب، وبما أن هذه الحكومة قامت على عداوة من الكنيسة ورجال الدين بسبب الضعف الذي لحق بالكنيسة بسبب أياد دخيلة عليها عملت على تشويه اسم الكنيسة ورجال الدين بهدف إفسادها ونزع ثقة الناس بها، كما تفعل العلمانية اليوم على تشويه اسم الإسلام والمسلمين قامت باتهامه بـ " الإرهاب"، وهي مستمرة بفعلها هذا على تشويه كل الأديان وما تفرعت عنها من مذاهب واعتقادات، وتحولت من ثورة على مظالم رجال الدين، إلى ثورة على الدين نفسه، وكل دين آخر،
 
 فاتخذت موقفا هداما للدين حتى دعت إلى فصل الدين عن الدولة، بعد أن كانت الدولة خاضعة لأوامر الدين ونواهيه، والكل بالواجبات سواسية، وسمحت بظهور التيارات الحرة الكلاسيكية الطبيعية الإلحادية، فظهرت النظريات الملحدة التي دعت إلى نكران وجود الخالق، ولو وجد فلا يوجد آية علاقة بينه وبين حياة الإنسان، وأيضا الحياة في نظرهم تقوم على أساس العلم المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، وعليه يجب إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة، باعتبارهم أن القيم الروحية هي قيم سلبية،  ويجب فصل الدين عن السياسة، وإقامة الحياة على أساس مادي وقوانين رياضية مادية، وأيضا تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة،.

لقد نادت العلمانية بشعارات الحرية والمساواة والإخاء، وبنت أمرها على أرستقراطية تقوم على المال،مما ساعد الانتهازيين وطبقات المافيا وأصحاب الصحائف السوداء من الصعود على السلطة بطريقة الانتخابات والرشوات والغش والخديعة،  ومن بين النظريات نظرية التطور والنشوء لتشارلز داروين، الذي تبحث في أصل الأنواع، والتي يقول فيها داروين : " إن الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها"، وفي زماننا هذا تبيّن عدم صحة هذه النظرية التي أتلفت نفوس الخلق بالاعتقاد بها ، وأدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد.

وأيضا نظرية فريدريك نيتشه ، وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات، وأن الإنسان الأعلى  ينبغي أن يحل محله،  وأيضا اعتمدت العلمانية على  مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية والأخلاق، وصاحبه هو الكاتب والمفكر الايطالي نيكولو ماكيافيللي(1469-1527)، وهو الذي وضع أهم أفكاره حول مفاهيم السياسة والحكم وإدارة شؤون الدولة في كتابه المسمى بـ( الأمير)، والذي ألفه للأمير الايطالي "لورنزو"، فقدم له نصائح يرى فيها البعض أنها تحمل معاني االنذالة والانتهازية، وعدم احترام حقوق الآخرين، ويعتبر حتى قتل الأبرياء أمرا طبيعيا من الممكن فعله من اجل الحفاظ على الملك أو الحكم، وله تنسب الجملة الشهيرة " الغاية تبرر الوسيلة"، أو " الضرورات تبيح المحظورات"، وهذه الجملة عملت بها الكثير من الحركات الانتهازية كالرأسمالية والشيوعية الماركسية الديالكتية والصهيونية والماسونية والفاشية والنازية وغيرها، وطبقّتها على البلاد التي اغتصبوها في أنحاء العالم.
 
وماكيافللي هو صاحب فكرة فصل السياسة عن الأخلاق، تماما بقوله : " نحترم الأخلاق ما دامت لا تعرقل تحقيق الهدف الأساسي !! واعتبر البشر أنانيين يحبون ذاتهم، لذا على الحاكم آن يكون قويا وان يسن القوانين القوية المحترمة، ولا مانع من الاستبداد لقسر الشعب على الاستقرار. يتبع في العدد القادم .

תגובות

1. سيف!!دالية الكرمل לפני 7 שנים
صباحكم رضى وتسليم

מומלצים