مهداة إلى أعضاء الكنيست السمكة

ايتها الميتة، يا فاقدة الحركة
لا تتوهمي، ليس هذا حراك
رغم الضجيج هنا وهناك
ليس هذا سوى جنون التيار
يمضي بك ذات اليمين وذات اليسار.
الخيوط القوية عليك مشتبكة
أنت ليست أنت، ولست سمكة
تدعين أنك مؤمنة بكل حنان
وكل من سواك مهان جبان
أي شجاعة هذه وأنت تخشين
من بنت الشفة والحوار
من عتم الليل وضوء النهار.
يصور لك خيالك أن ضلالك
جيش يلاحقك في أزقة الزبد
وأنت في الحقيقة تخافين
من جرة الحبل
وتعرفين آن لا أحد
سواك في الشباك غريقة
وبعد قليل تكونين على الرمل
في موتك البحري طليقة
ورغم موتك
كل من في البحر يسمع صوتك
وأنت تعتقدين أن الحبل أفعى
جاءت إليك تسعى
هوة تفصل بين ما تزعمينه في السراء
وبين ما تزعمينه في الدواوين.
تتلقين الضربات دفعة تلو دفعه
ولا تصرخين
كأن الوجع لديك بدعه
يأمرك"الأسياد" فتنصاعين
يضاعف الاوغاد باضطهادك
وتساعدينهم في جلد ذاتك
دائمًا ترسبين في الامتحان
وتحنين لجلادك
يستلون الكبرياء من أعماقك
يعتصرون قلبك ولا تتململين
كأنك كائن من هوان
ولا تنتفضين على هذا الزمان
على هذا الكائن معدوم الضمير
الذي تجرد من الوجدان
لا دم تبقى في الشريان
هذا ظلال اشباح.. تتقاذفها الرياح
لا شيء في الاعماق
هيكل ليس له علاقة بالإنسان.
ايتها السمكة.. يا معدومة الحركة
بالتي تتقهقر إلى الوراء
ولا تعرف الانطلاق
قمر مطفأ وشمس مشلولة الإشراق
لم دون كل الفئات
فلذة كبدك يُساق
تسقطين في كل هاوية
بدلًا من الارتقاء
والسمو علوًا بأجنحة البراق
ما الذي يغريك كي تدخلين
بكل عماك.. تدخلين هذا السباق
يغريك كل سناء
وأنت في الحقيقة
فراشة غير طليقة
ولكن تسير مسرورة نحو الاحتراق.
هذا الصمت غير معقول
هذا الامر مستحيل أن يطاق.
أيتها السمكة.. يا معدومة الحركة
متي تتمردين وتخرجين من الشبكة
فأنا أهجوك من شدة عشقي لك
أنا منذور لك.. أنا منك
بكل حسرة وبكل الاوجاع
أين مني من البساطة
التي تقود إلى الضياع
فليس بيني وبينك أي وساطة
نحن كائن واحد
قاومي، اخرجي الارانب من قلبك
وادخلي بدلًا منها السباع
لا تترددي انتفضي تمردي
يا قرة عيني .. يا كبدي والنخاع
لا يجوز أن تكوني حطب المدفأه
فأنت كتاب الروح وكم أحب أن أقرأه
ولن تكوني مداس يشترى ويباع
ولا محض متاع
لأوري .. لمغرتشفيلي ويتسحاق
لباغية غازية قادمة
من بلاد الواق واق.