صحتين وعافية

, اجتماعية, سياسية. اقتصادية وأخلاقية, وعليه يجب نبذها, فإلى الطراطير أقول

هيا, يا طغمة الشيطان وحثالة بني الإنسان, يا حزب إبليس الحقير يا مَن تهوون قذارة الخنزير, ها قد آن الأوان ودقّت ساعة الرحمن, فهيّا اخلعوا طراطيركم من جلد الثعلب, واجعلوها في أفواهكم تتقلّب, ومِن ثم انقعوا كتاباتكم في مياه مستنقعاتكم, واشربوا لتذوقوا طعم القذارة التي حاولتم نشرها في كل حارة, بعدها تلذذوا بفضلاتِكم التي أردتم إغراق غيركم دون ذاتِكم. كلوا هنيئا من خبيث طعامكم, واشربوا مريئا من نجس مياهكم.

أجل أيها الطراطير, وبعد أن قُطِع حبل كذبكم القصير, صارت هذه الوجبة تليق بأمثالِكم وليتذوقها كل من سار وراءكم وأمامِكم. ثم اخلعوا " بدلات العيد " وضعوها في الخزانة إلى أمد بعيد, ولا تنسوا وضع النفتالين, ضد العثّ مُهلك السراويل والفساتين, وقد تعلّم منكم التخريبات لكنه لا يصل إلى ما وصلتم من درجات.

بعد ذلك أعيدوا المفرقعات إلى برطعة, فسيطول عليها زمن الفرقعة. أيها الفاسدون المفسدون الفاشلون المُحبَطون, أيها الساهرون ليالٍ في ليالْ تتغنون بنفس الموال, تمنّون أنفسكم بأمانٍ بعيدة وتزرعون الخبث في الأرض السعيدة, ويشهد المولى رب العالمين, أنكم كنتم ساهرين عاملين, في حياكة الدسائس والمؤامرات, ضد أبناء ملّتكم رجالٍ ونساء وبنات, شيوخ وكهول وأولاد, وأطفال أبرياء وأحفاد, يحق لهم العيش بكرامة واعتزاز, لكن " بفضلكم " وبطريق الابتزاز كدتم تضيعون مصلحة الأولاد, ونسيتم أن الله بالمرصاد, وقد عملتم وبالَغتم في " طحن الماء ", ونضحَ بما فيه الإناء.

والحمد لله ما زال بيننا بعض الخير, ورحمة الله ترفرف كالطير, وبفضله وفضل سيدي أبو إبراهيم, وبفضل كل رسول كريم, وبفضل دعوات الشيخ والخوري والإمام, والعقل الواعي الذي لا يصغي لفارغ الكلام, وبفضل الفارسي سيدنا سلمان وبفضل من يملكون الإيمان, بانت حقيقتكم الخبيثة الوضيعة وظهرَت دسائسكم على الأرض الوديعة, التي أردتم لها التخريب حتى ذمّكم الغريب قبل القريب.

لقد بان قصر باعِكم بعد أن ملأتم الفضاء بجعجعاتكم, وخرس منكم اللسان بعد أن بان للناس منكم ما بان, وسقطَت عن وجوهكم أقنعة حزمكم, فرجعتم إلى أنقص من حجمكم. ظننتم في أنفسكم قوةً لا تُقهَر, فظهرَت عبلة الضعيفة بدل عنتر.

لقد اصطدتم في عكر الماء, وحاولتم بيع أسماككم الفاسدة للبسطاء, لكن الناس الواعية لم ترضخ إليكم, وها قد صارت لا تدعوا لكم بل عليكم. ولا نريد الكلام عن ضمير نفوسكم فهذا لا يوجد في قاموسكم, فاسمعوا وعوا يا أهل التهلكة والندامة, قبل أن يوضَع على آذانكم حلق القيامة, وتذكّروا :

لكل إنسان تاريخ, سيُكشَف ولو اختبأ في المريخ, ومَن لا يطيب له العيش في هذا الرعيل فليأخذ معه عصا الرحيل, فقد آن الأوان للتطهير من الحشرات, ذات سم الأذية والحيات, واقرءوا ما قال الحجاج, حين عاج العراق وماج : " يا أهل الكفر والنفاق, يا أهل الشرك والفراق, إني لأرى رؤوسا قد أينعَت وحان قطافها ", وتبعثَر برجٌ من الورق كان تافها.

فائتمروا واعتبروا أيها الكفار, واعلموا أن الله واحد احد جبار, وليست لديه كومة من الحجارة, يقذف بها أناسا أشرارا, لكنه يمدّ للناس الحبال, لعلّ وعسى يعودون عن الضلال, وحين يرى أنْ لا رجاء في التوبة, يخلع عن كل فاسد ثوبَه, حينها يقول الخائن : " رباه, هلا رحمتَني, فقد عدتُ يا مولاي كما خلقتَني ".

الطرطور في اللغة هو الشخص التافه الذي يحاول أن يبني لنفسه قيمة لا يستحقها, والقلنسوة ذات الرأس الضيّق.

وأخيرا : علّمتني الحياة أن أعامل الناس  كالإعراب : بعضهم يستحق الرفع, بعضهم النصب, بعضهم الكسر, بعضهم الجرّ, بعضهم النفي وبعضهم لا مكان له من الإعراب.