سليمان.. هذا الاستثناء الإيجابي

كان الفقيد سليمان حسن ابو ركن من تلك الاقلية الشاذة التي تتخطى حب الذات, وتسمو بحسها وأخلاقها إلى محبة الجماعة, وان تكون محبًا لمجتعك حبًا جمًا في مجتمع بسيط، لا يرى ابعاد الاهتمام في المصلحة العامة ومدى ارتباطها بالمصلحة الشخصية يعتبر في مجتمعنا من الامور غير المألوفة وهناك من ينعتك كما يقول (حكامنا) بـ ال " فراير".

24.06.2016 מאת: هادي زاهر
سليمان.. هذا الاستثناء الإيجابي

أن تسمو في فضاء محبة المحيط فهذا غريب في مجتمع كمجتمعنا للأسف الشديد، لقد ادرك سليمان هذه الحقيقة.. ادرك في ظل هذه الإشكالية بحسه وأخلاقه بان، قيمة الإنسان بما يقدمه لمجتمعة وليس بما يأخذ منه، هذه حقيقة تجلت في غيرته على مصلحة من حوله.. في اندفاعه.. في حيويته.. في حماسة.. في نشاطه.. في مدى العطاء الذي تميز به..

أن تجمع كل هذه الصفات الإنسانية في شخصك.. أن تتدفق محبة مقترنة بالحركة الدائمة.. أن تُترجم.. تشع على قسمات وجهك.. لتنعكس بالمقابل ثقة ومحبة من كل من عرفك عن قريب وبعيد، أن يشعر من يقف ازاءك بهذا الاحساس هذا يعني أن لك سحرًا على من يقف امامك.. هذا يعني أنك فوق المستوى العام.. حقيقة صارمة لا ريب فيها، وهنا تكمن مدى خسارتنا.. خسارة الأهل.. الاهل بالمعنى العام وليس المحدد.. هنا تكمن خسارتنا الكبيرة التي قد لا تُعوض، خاصة في هذا الزمن الباهت الذي فيه " حارة كل مين إيدو الو"

لقد عمل سليمان على تغيير المفاهيم الاجتماعية لينهض بمجتمعنا.. ليلحق بالركب ولكن.. لا حياة لمن تنادي. لقد اراد أن يكون هذا المجتمع معافى من الامراض فحمل على كتفه آلة خاصة تصد الذبذبات وتشير إلى مواقع بث الاشعاعات السرطانية المنبعثة من الهوائيات، التي تقتل البشر.. المخبأة على سطوح من باعوا ضمائرهم طمعًا بالشاقل.. هذه الهوائيات التي طردت حتى عصافير الدوري التي كانت تجاورنا.. التي كانت جزءًا من حياتنا.. تفرُّ من فوق رؤوسنا من غصن إلى غصن ومن جدار إلى جدار ومن سلك إلى سلك.. التي كانت تزقزق وتبعث البهجة والبِشر في نفوسنا، وأشار إلى مواقع البث ولكن.. لا حياة لمن تنادي

لقد أحب سليمان الحياة.. أحب الزقزقة.. أحب الطبيعة.. أحب الارض وأحب من يحبها وكان ان استضاف النائب السابق الدكتور حنا سويد في حلقة بيتية ليشرح للأهل مدى أهمية الارض وما يحيط بها من مخاطر في ظل الهجمة السلطوية الشرسة على اراضينا..

اخذ سليمان يصعد النهود وينزل الوهاد في سبيل المحافظة على هذا رمز.. رمز وجود بقائنا.. لقد عز عليه أن يرى الحواكير وقد أكلها الهشير.. أحب الجمال وأدرك بان إحساس الإنسان بالجمال من شأنه أن يزيد من سعادته.

ووصف لي إحساسه في مقابلة صحفية اجريتها معه عن مدى سعادته وهو يرى الشتل ينمو ويرتفع في الفضاء وقرن هذا النمو وهذا الارتفاع بمدى ارتباط ذلك بحسه قال:-
"اني مع نمو وارتفاع الزرع اشعر بسعادة قصوى.. اشعر باني انا الذي انمو ارتفع"

لقد غادرنا سليمان باكرًا والحسرة في نفوسنا والغصة في حناجرنا، له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء

תגובות

1. חבר נוצרי לפני 8 שנים
סלימאן ראה רק את עיספיא וטובתה מול עיניו

מומלצים