הלינה כוי זועקת לעזרה מהמנהיגות הדרוזית בסוריה

אנו נחשפים לעדותה של דרוזית תושבת סויידה בסוריה שמתחננת לעזרה למען שחרורה מידי ארגוני הטרור האסלאמיים בכפר עדרה " عدرا".

19.09.2014 מאת: סמיר חלבי
הלינה כוי זועקת לעזרה מהמנהיגות הדרוזית בסוריה

מכתב שמפרסם בעלה של הילנה בדף הפיסבוק שלו ובעיתונות הערבית בעולם מספר את סיפורו הקשה והממורמר שעבר מאז תחילת שנת 2014 עם מעצרו ומעצר אישתו הילנה. 

פואז כיו הינו עיתונאי וסופר מפורסם ומוכר בסוריה נעצר בידי השלטון הסורי לראשונה בינואר 2014 באשמה שהיה לו קשר עם העיתונאי המפורסם פייסל אלקאסם ואחר זמן ממושך שוחרר מהמעצר.

עם כניסת הארגון האסלאמי ואנסרה לכפר עדרה, עצרו את פואז ובנו סרג'ון בגלל שהוא בן לעדה הדרוזית. 

למכתבו של פואז וסיפורו הקשה וסרטון עדותה של אשתו הילנה למצבם המתדרדר 

כאשר מביטים בסרטון מבינים באיזה מצב היא נמצאת במעצרה.

 

{YouTubeVideo id=xeGkH8ivnbI}

 

 

פואז ומשפחתו

 

למכתב של העיתונאי פואז כיו

فواز خيّو
هي أكثر من صرخة، أكثر من ضربة رأس في الجدار، هي أكثر من تسونامي جحيمي.. أنا لا أعرف عني شيئا منذ 1/1/2014 ، كل ما أعرفه أنني أنا المواطن السابق كان يحمل اسم فواز خيو الكاتب الساخر والساخط في جريدة الثورة، والأكثر متابعة في الشارع السوري أيام كان هناك شوارع وطرقات.

 

كل ما أعرفه عني الآن أنني خرجت من عدرا العمالية في 1/1/2014، تاركا زوجتي هيلانة نصر وابني الوحيد سرجون في السجن عند المسلحين، وبيتي الذي وضعت فيه تعب عمري وسيارتي التي دفعت ثمنها مرتين بسبب الأقساط والقروض التي تستحوذ على راتبي كاملا حتى الآن.

خرجت مع طفلتي نور ذات الثمانية أعوام، مستغلا هدوء القصف وسرنا ثمانية كيلو مترات في الكروم والوحول تحت رصاص القنص المتناثر، وبعد ست عشرة ساعة وصلنا دمشق. ست عشرة ساعة تكفي أن تقطع فيها من أستراليا حتى دمشق .. كنت أستريح في الطريق لأدير رأسي وأخفي دموعي عن نور التي تحمل حقيبتها على كتفها، وتسأل الى أين ذاهبون؟

 

قبل شهر من دخول المسلحين إلى عدرا أوقفتني المخابرات يومين بسبب تقرير كاذب، يتهمني بالتواصل مع فيصل القاسم والمعارضة في الخارج، وحين اكتشفوا أنني لا أتواصل حتى مع نفسي وأن هاتفي ملغى منذ عام أطلقوا سراحي.

 

وحين دخل المسلحون اعتقلوني مع ابني سرجون بتهمة أنني درزي، كانت التهمة قاتلة حتى النخاع بالنسبة لي، و حين تأكدوا أنني لا أقبض كل المذاهب، وأن إيماني الوحيد بالله وملائكته ورسله ومن ثم إيماني بسوريا، أطلقوا سراحي مع ابني. وكانت هيلانة قد اعتقلت من قبل جماعة أخرى بسبب ذهابها المتكرر لتسأل عنا، فقد أمضت يومين واقفة أمام البناية تنتظر مجيئنا، ومنظر الجثث يملأ المكان. أنا في إقامة جبرية ممنوع من المغادرة، لهذا صرت أرسل سرجون إلى أي شخص لعله يعرفهم ويساعده على إطلاق سراح أمه، ذهب سرجون ولم يعد.

 

بعد أشهر حكى سرجون معي عبر الهاتف، وبدأت عملية ابتزاز بالمال. أرسل لنا خمسة آلاف ليرة وحدات وستسمع صوت سرجون الساعة كذا. نرسل الوحدات ولا صوت ولا صدى. وكم عشنا على أعصابنا وخاصة حين طلبوا مبلغ 300 ألف من أجل إطلاق سراحهم.

شحذنا المبلغ وأرسلناه ثم طلبوا مبلغا آخر بحجة أن الذي أوصل المبلغ أخذ حصته، ففقدت أعصابي وصرخت وقلت لهم : اتركوهم عندكم.. كانت نور كل صباح وكل مساء تسألني: متى يخرجون؟  أنا الذي خدمت البلد والناس ثلاثين عاما، وكنت أحلم بوطن الأمان والقانون وحاربت الفساد وحوربت من كثير من المفسدين، ولو استغليت موقفي لجمعت الملايين، لكن قررت أن أكون شريفا ومحترما، أنا الذي اشتغلت على العامل الوطني طويلا، أعتقل لأنني درزي وتؤخذ زوجتي وابني رهائن، سوريا بلد الإنسان الأول والأبجدية الأولى والحضارة الأولى.. سوريا التي خصها الله بعشرات الأنبياء.. سوريا التي عاش فيها الناس عبر آلاف السنين وكانت للجميع.

 

كنت كالمجنون، أعتبر كل وردة وكل حجر وكل شجرة في هذا الوطن ملكا شخصيا لي، كنت أصرخ على الاطفال في الشوارع إذا رأيتهم يعبثون بالإنارة أو بأي شيء، كانت وماتزال نظريتي في السياسة أن امتزاج كل الألوان يولد اللون الأبيض، وأن يحبك الناس أفضل من أن يخافوك؛ لأن القوة مهما بلغت فلها عمر بينما قوة المحبة هي التي تدوم..كنت احلم كأي شاعر أو كاتب بأن أغير العالم، ثم وجدت نفسي انني أنا الذي تغيرت.. كمن دخل ليعلم الكلب الكلام فخرج وهو ينبح.

 

الآن أحلم أن أحلم، كل القيم التي كافحت من أجلها سقطت، وضعت رأسي على فتحة المرحاض وأفرغته من كل القيم التي كافحت من أجلها ومن كل المصطلحات والمعلومات،لم أعد أريد سوى نسمة واحدة لا تحمل رائحة البارود.

 

أيها المسلحون: إن كنتم سوريين فإن هيلانة وسرجون وأمثالهم سوريون مثلكم، فهم مواطنيكم، فبأي حق تحتجزونهم رهائن.. ليسوا حملة بواريد.. هيلانة كانت تخدم الجميع في مركز الهاتف..كانت تؤجل فصل الخطوط وإلغائها لتتصل بالجميع ليسددوا فواتيرهم، وكم من صديق يكلفها بدفع فاتورته فتدفعها ثم ينسى أن يعطيها، وتحرج أن تطالبه وهكذا.

 

هيلانة التي كانت تقرأ زاويتي قيل رئيس التحرير، وتحذف الجمل التي تعتبرها متهورة، كانت عنصر الأمان بالنسبة لي.. حين نزح أهالي ضمير إلى عدرا في بداية الأحداث، آلمها منظرهم وكان معنا بعض المال، فنزلت إلى المدرسة وتبرعت بـ12 ألف ليرة . وعدة مرات حملتني أكياس ثياب إلى الجامع ليوزعها إمام الجامع الذي لم يعرف أنها مني.

 

سرجون متطرف أكثر مني ومن أمه في محبة الناس وخدمتهم، فقد ذهب تحت القصف ليطمئن أهالي الذين كانوا معنا في السجن، نحن الدروز الكفار، نحن الذين حملنا عبر التاريخ أضعاف حجمنا البشري، قاتلنا العثمانيين ثلاثين عاما لوحدنا بقيادة شبلي العريان، أواخر القرن التاسع عشر، ووحدنا قاتلنا إبراهيم باشا الذي فقد 12 ألف جندي على تخوم السويداء، ولم يدخلها الا بعد ردم الأبار بالجثث. وفي الثورة العربية الكبرى كان سلطان الأطرش سباقا، وقد احتل المخافر التركية في درعا والسويداء ودخل دمشق ورفع العلم العربي في سمائها لأول مرة منذ 400 سنة، وذلك قبل وصول قوات الأمير فيصل بيومين. وقد أنشد فرسانه لأول مرة أغنية (زيّنوا المرجة والمرجة لينا)، هذه الأغنية لنا ونحن أصحابها لمن لا يعرف.. وقد فرش آل المهايني السجاد الأحمر أمام خيل سلطان الأطرش.

 

وفي الثورة السورية الكبرى كان الأطرش ورفاقه حملة راياتها وبيارقها، وقد انفجرت شرارتها بسبب اعتقال الفرنسيين لأدهم خنجر من مضافة سلطان الأطرش. لم يقل سلطان أن أدهم خنجر سني فليأخذوه كما أخذتم هيلانة وسرجون. وحين خصص صفحات من مذكراته عن إبراهيم هنانو، لم يقل هؤلاء سنة، وكان أقرب مستشاريه الدكتور الشهبندر السني، وعقلة القطامي المسيحي.

 

وفي العصر الحديث كان الذي أنهى دكتاتورية حسني الزعيم، المقدم فضل الله أبو منصور، والذي أنهى دكتاتورية الشيشكلي اللواء أمين أبو عساف. وكان الشيشكلي قد غزا السويداء عقابا لسلطان الأطرش لأنه أرسل برقية تأييد للمعارضة المجتمعة في حمص، وارتكب جيشه ما ارتكب في السويداء. ولاحقا ساهم الدروز قي تأسيس حزب البعث، وكان منهم منصور الأطرش والشوفي والعيسمي وغيرهم. ومن أبرز ضباط تلك المرحلة اللواء فهد الشاعر الذي شارك في مفاوضات الوحدة مع عبد الناصر. وكان ترتيبه الأول في الأكاديمية في بلغاريا. وحل موشي ديان سادسا.

 

حين كانت سيوفنا مطلوبة لم نكن كفارا.. كنا (حبايب الجميع)، (الدين لله والوطن للجميع) هذه المقولة الخالدة لسلطان الأطرش والتي اجتمع السوريون حولها.. ماذا طال السويداء من كل هذا التاريخ؟، لولا الاغتراب وبعض الكروم لمات الناس من الجوع.. إن سوريا بالنسبة للدروز ليست مجرد وطن بل هي زمرة دم.. أنا أكثر من حزين وأكثر من متهالك. إن الشقوق والانكسارات التي حلت بي لا يستطيع الإسمنت المسلح ردمها. وأنا خبير الطاقة الحيوية والعقل الباطن، أعجز الآن عن ترميم بعض التصدعات في الذاكرة التي فقدت معظمها.
أنا القائل في ديوان "طائر في الفضاء الوعر":
أنا الشاعر الوعر والذعر ملء دمي
 شردتني البلاد الفسيحة يدهمني الحزن في الحلم  ثم يطاردني في الطريق  ولم يبق لي غير ظلي أفيئ به من حنيني وأفرشه كي أنام

**

وفي قصيدة الشام:

يا شام يا أمنا استريحي على ساعدي
 هدهديني لعلي أنام
 أنا لم أنم منذ مليون عام
 أخيرا أريد زوجتي هيلانة نصر وابني الوحيد سرجون، خذوني وأطلقوا سراحهما.. لم نؤذ أحدا في حياتنا، فبأي حق تحتجزونهم؟ إذا كنت أصلح للموت أو الاعتقال فخذوني وأطلقوا سراحهما.. أيتها الجبهة الاسلامية ويا أجناد الشام: كنا و منذ مئات السنين وسوف نظل أجناد الشام، فإذا كانت الشام تعنيكم كثيرا وتحبونها، فإن زوجتي وابني وأنا من أحباء الشام، فهل من مجيب؟

תגובות

מומלצים